المتلازمة والمرض

11

المتلازمة والمرض

كثيرا ما يصل الى اسماعنا هذين المصطلحين المتلازمة والمرض، ويختلط الفهم على البعض حول هذين المفهومين، وغالبا يظن البعض انهما شيئا واحدا، لكن الحقيقة تختلف عن ذلك كليا, اذ يكون الاختلاف شاملا في كافة الجوانب.

توجد مصطلحات عديدة يستخدمها الاطباء، تعتبر كوصف محدد للحالة المرضية وذلك ابتداء من الاعراض التي تلاحظ على الشخص المصاب، فالأعراض اول ما سوف يلاحظه الطبيب المعالج والتي تشير الى احتمالية وجود مشكلة او عدة مشكلات لدى الشخص، وفي حالة حدوث هذه الاعراض سوية هنا سوف يطلق عليها اسم المتلازمة.

ماهي المتلازمة

هي مجموعة من السمات أو العلامات والأعراض الطبية المرتبطة مع بعضها وغالبا ما تتعلق بمرض معين. والتي يمكن التعرف عليها، إذ تميل إلى الحدوث معًا، فـالمتلازمة عبارة عن اعراض متنوعة ومختلفة غير مترابطة تهيء لحدوث مرض معين, حيث لا يكون لدينا سبب واضح لحدوثها.

إن أصل المصطلح syndrome(2) هو من اللـغة  اليونانية   وبالنظر الى الكلمة نلاحظ انها تتكون من مقطعين “syn” ، تعني  (معًا)، و “drome” ، تعني (تعمل)  او ( بالتزامن)، تتم تسمية معظم المتلازمات على اسم الطبيب الذي لاحظها لأول مرة عند الأشخاص, فـعلى سبيل المثال ، متلازمة داون هي حالة لاحظها لأول مرة دكتور داون. متلازمة مارفان هي حالة لاحظها لأول مرة الدكتور مارفان وهكذا، وهي عبارة عن اضطرابات أسبابها المرضية معروفة، فلكل متلازمة اعراض وعلامات.

المتلازمة والمرض

يمكن أن تحدث المتلازمات بسبب الطفرات الجينية أو عوامل أخرى وراثية، وفي هذه الحالة تتم الإشارة الى ان هذه الحالة ذات ترابط جيني، اذ يشير الترابط للتعريف ان هذه الاعراض ظهرت بصورة متكررة في العائلة أكثر مما قد تسببا الصدفة.

 تعريف المرض

ظهور عدة اعراض نتيجة لمسببات حيوية وظهور اضطراب او خلل في وظيفة من وظائف الجسم، وهو حالة طبية نتيجة لخلل في سير العمل الطبيعي والعمليات الفسيولوجية، كل مرض له علاماته وأعراضه المنسوبة إليه، اذ ان هناك أربع مسببات للأمراض وهي، وراثية، وفسيولوجية، ونقص ومرضية، وقد تكون الية المرض وحدوثة معروفة او غير معروفة، ويصنف الى امراض معدية وغير معدية.

هنا يتعلق الاختلاف الأساسي بين المصطلحين بالأعراض التي ينتجانها فالاختلاف هنا جوهري يعود الى الاختلاف بين المصطلحين طبياً. يمكن تعريف المرض بأنه حالة صحية لها سبب واضح وراءها، وتشير المتلازمة إلى مجموعة من الأعراض التي تبدا بالظهور تزامنا مع المرض وليس لظهورها سبب معروف، بينما يشير المرض إلى حالة ثابتة ويتميز بثلاثة عوامل أساسية.

1- سبب بيولوجي مؤكد وراء الحالة

2- مجموعة محددة من الأعراض

3-تغيير ثابت في الجسم بسبب الحالة

فـلا تحتوي المتلازمة على أي من هذه الميزات. حتى الأعراض الموجودة عادة ما تكون غير متشابهة، وبالتأكيد لا يمكن تعقبها لسبب واحد.

عادة إذا اشتبه الطبيب بإصابة الشخص بأحد امراض المناعة، فقد يتحدث عن المرض والاضطراب والأعراض، فما هو الاضطراب ؟

هو خلل يحدث في الوظائف الطبيعية للجسم، او في جزء محدد من الجسم، مثل اضطرابات الاوعية الدموية الناتجة عن أحد امراض القلب، لكن لا يعد الخلل في نظام ضربات القلب مرضا بحد ذاته، وانما ضربات القلب غير الطبيعية هذه نتجت بسبب حدوث الاضطراب في تلك الاوعية.

تصنف الاضطرابات الى عدة أصناف، وهي: عقلية، جسدية، سلوكية، عاطفية، وراثية. إن هذه الحالة غير الطبيعية ستتعارض مع تلك الأنشطة المعتادة في حالة يكون الانسان سليما من أي مرض.

 

ما الفرق بين المتلازمة والمرض؟

  • المتلازمة مجموعة من الاعراض تحدث جملة واحدة، لكن المرض هو خلل في أداء العمليات الحيوية في جسم الانسان.
  • المتلازمة اعراض حدثت بلا سبب محدد، المرض له أسباب محدده.
  • تشير المتلازمة الى حدوث العديد من الأمراض.
  • علاج المتلازمة يكون عرضي بعلاج المرض الأساسي والذي يكون له سبب معروف.

من أشهر المتلازمات هي متلازمة داون تحدث نتيجة لتغير في الكروموسومات مما يسبب تغيرا في المورثات، تحدث تغيرات في بنية الجسم يصاحبها ضعف في القدرات الذهنية وتكون مظاهر هذه المتلازمة الوجهية واضحة جدا، يمكن الكشف عن وجود هذه المتلازمة خلال فترة الحمل بالأشعة الصوتية التفصيلية، وكذلك بالكشف عن الكروموسومات الجنينية في دم الام الحامل.

اسباب المتلازمة داون

هل المرض بمتلازمة داون وراثي؟

 

المتلازمة داون

لا تكون الإصابة بهذا المرض وراثية وانما تعود لحدوث خطا في انقسام الخلايا خلال مراحل النمو الاولى للجنين في فترة الحمل، لكن لو حدث وانتقل هذا المرض فيكون بسبب ان الام او الاب حامل لهذه الجينات الوراثية ما يعرف بـ ( التبدل الصبغي المتوازن) ويكون ترتيبها في الكروموسوم رقم 21 , وهذا يعني ان الناقل لا يحمل أي اعراض لهذا المرض ولكن تم النقل عن طريق احد الابوين مما أدى لا صابة الطفل بهذا المرض(4).

الحمى الوردية 

تعد الحمى الوردية من الامراض الناتجة بسبب وجود الفيروسات، ولكن هذا المرض لا يسبب للشخص المصاب اية اضرار في حالة حدوثه. يكون مرض الحمى الوردية شائعا بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (6 أشهر _ سنة).

الأعراض

تبدأ الاعراض أولا بالحمى والارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة لدى الطفل، قد يستمر هذا الارتفاع ليومين او أكثر، لكن غالبا يصل الى ثمانية أيام.

إن الارتفاع الشديد في درجة الحرارة والانخفاض المفاجئ هو اول هذه العلامات. بعدها سوف يظهر الطفح الجلدي وغالبا يكون لونه وردي الى احمر ويبرز في مناطق محددة، في منطقة البطن، الصدر، الظهر، العنق والذراعين.

إن أهم ما يجب معرفته ان هذ الطفح لن يسبب أي حكه او ازعاج للشخص المصاب، وسوف يستمر لعدة ايام. لكن في حالات شديدة قد يكون مصاحب لهذا الطفح الم في البطن، والحلق اضافة الى القيء والاسهال، يصاحب ذلك قلق وعصبية لدى الطفل المصاب مع فقدان للشهية.

أسباب المرض

يحدث نتيجة لوجود نوعين محددين من الفيروسات، واللذان ينتميان الى فيروسات الهربس (Herpes)، اذ تنتشر هذه الفيروسات مع الرذاذ الناتج عن الانف والحنجرة لدى الأطفال المصابين بهذا الفيروس، والتي تخرج مع الضحك، العطاس، السعال، وبهذا يمكن جدا ان ينتقل المرض لأشخاص اخرين.

المضاعفات والتشخيص

ترتبط العديد من المضاعفات بالحمى الوردية، مثل حدوث ضعف في الجهاز المناعي، اضافة الى حدوث نوبات تشنج للطفل المصاب.

يتم هنا تشخيص الحمى الوردية نتيجة للأعراض الواضحة على الطفل من ارتفاع وانخفاض مباشر في درجات الحرارة وظهور الطفح الجلدي.

العلاج والوقاية

بداية يتم علاج الارتفاع الحاصل في درجات الحرارة وذلك بواسطة أدوية تحتوي على الباراسيتامول (Paracetamol)، والأدوية التي تحتوي على الإيبوبروفين (Ibuprofen)، أو بواسطة الغمر في حوض مملوء بالماء الفاتر، لكن يمنع استعمال الأسبرين (Aspirin) قبل سن 20 عامًا، ذلك لأن تناوله تحت هذا السن يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمضاعفات أخرى. ومن الضروري أن يبقى الطفل المصاب بمرض الوردية في المنزل لمدة 24 ساعة بعد زوال الحمى وحتى يشعر بتحسن في حالته الصحية.

إن الوقاية يجب أن تكون توعوية إذ من المهم معرفة أنه لا يوجد لقاح للفيروس المسبب لهذا المرض، ولكن أن أفضل ما يمكن فعله لتجنب الإصابة بالمرض هو تجنب تعريض الطفل للأشخاص المصابين، أما إذا كان الطفل مصابًا يجب إبقاءه في المنزل حتى اختفاء الأعراض.

التعليقات مغلقة.