علم الأصوات في اللغة العربية

229

تعريف علم الأصوات

هو العلم الذي يدرس العناصر الصوتية من حيث نطقها وانتقالها وإدراكها .

نشأة علم الأصوات

 

قام علماء اللغة العربية قديماً بدراسة علم الأصوات وغن لم يقدموه على شكل الدراسة الحديثة له لكنهم درسوها لتوظيفها في مسائل الدراسة الصوتية الصرفة كالإدغام، وتعد هذه الدراسات في زمنهم ذات قيمة عظيمة للغة، وقال المستشرق الألماني برجشتراسر: لم يسبق الأوروبيين في هذا العلم إلا الهند والعرب.

علم الأصوات
نشأة علم الأصوات

بعد التطور الذي طرأ على الدرس الصوتي، بفضل الآلات والأجهزة الحديثة فقد تم اكتشف الباحثين في المجال حقائق تختص بالصوت لم تكن معروفة مسبقاً، وعليه قسموا علم الصوت لفرعين أساسيين الأول هو الفونيتيكس (phonetics) والثاني هو الفونولوجيا(phonology).

فروع علم الأصوات

إذا ما نظرنا إلى الأصوات على أنها مادة يتم نطقها، وكذلك لها طرفين: الأول مُرسل وهو الناطق، والثاني مستقبل وهو السامع، فإنه يمكننا أن نقسم علم الأصوات إلى أربعة فروع:

الأول: علم الأصوات المعني بدراسة النطق ومخارج الصوت.

الثاني: علم الأصوات المعني بدراسة الصوت فيزيائياً من حيث أن الصوت هو عبارة عن ذبذبات وعن كيفية انتقال تلك الذبذبات في الهواء.

الثالث: علم الأصوات الخاص بدراسة السمع الحاصل في أذن السامع، ويُدرس السمع من الناحيتين العضوية والنفسية لدى الإنسان.

الرابع: علم الأصوات التجريبي، ويعرف بأنه القيام بإخضاع النتائج الواردة من الأنواع الثلاثة السابقة لعلم الصوت للتجريب عن طريق الآلات، ولذلك يسمى هذا النوع أحياناً بعلم الصوت المعملي.

 

1. الفونيتكس أو الفونيتيقا

 

تعريف الفوناتيكس ومجاله

يمكن تعريب الكلمة بأنها علم الأصوات العام ويعرف بأنه: العلم الذي يدرس الأصوات اللغوية البسيطة كوحدات صوتية مجردة ومنعزلة عن السياق الصوتي الذي ترد فيه، فيقوم بدراسة الجهاز النطقي عند الإنسان ويدرس الحركات التي يقوم بها والآثار السمعية المترتبة على هذه الحركات.

يهتم الفوناتيكس بدراسة الأصوات كلها بشكل عام (حتى تلك التي يصدرها الانسان دون استخدام اللسان، كالعطاس مثلاً) ودراسة الأجهزة التي تصدرها (يدرس الجهاز المصوّت بشكل تشريحي، كأن يذكر أجزاء الجاز الصوتي عند الإنسان فيبدأ الوصف من الرئة وصولاً للحنجرة انتهاء بالخياشيم)، ويتم الاهتمام بالأصوات كلها بشكل عام على أساس أثرها المتمثل بالسمع دون الاهتمام بالجانب المعنى الذي يشتمل عليه الصوت، والاهتمام بالخصائص.

2. الفونولوجي

علم الأصوات فونولوجي

تعريف الفونولوجي ومجاله

يمكن تعريب الكلمة بالقول إنه علم وظائف الأصوات ويعرف بأنه: العلم الذي يبحث في وظائف أصوات اللسان البشري من ناحية القوانين التي تعمل بموجبها، والدور الذي تقوم به في عملية التواصل اللساني، فهو لا يهتم بالناحية النطقية أو السمعية للأصوات بل يكرس اهتمامه لدراسة الفروقات الصوتية من حيث عملها في فهم الرسالة اللغوية.

أي أن هذا العلم يدرس الأصوات من حيث خصائصها الوظيفية في الخطاب اللغوي ضمن اللغة الواحدة، فهو يهتم بدراسة “الفونيم: والذي يعرف بأنه: وحدة صوتية قادرة على التفريق بين معاني الكلمات التي تأخذ نفس المقطع الصوتي (كلمتي قال، جال، تسمى القاف والجيم فونيمات) (بشر،2000). كذلك يعنى بالتنوعات الصوتية للفونيم الواحد كالإظهار والإقلاب والإدغام والإخفاء (البهنساوي، 2005) وكذلك المظاهر السياقية للأصوات كالنبر والفواصل الصوتية والتنغيم.

تعريف النبر:

الوضوح النسبي لمقطع صوتي دون بقية الأصوات في الكلمة مثل كلمة ضرب فمقطع الضاد تظهر على البقية في النطق.

تعريف الفواصل الصوتية: أن يلي الحرف مصوّت فيصبح حرف صوتي أو لا يليه مصوّت فيصبح ساكن.

التنغيم:

علم الأصوات
التنغيم وعلم الأصوات

ارتفاع الصوت وانخفاضه حسب الوظيفة التي يؤديها المقطع الصوتي (كالتنوع الحاصل في المقطع الصوتي الواحد عند تغير السياق ما بين الاستفهام والنفي والإثبات).

تصنيف الأصوات

بحسب علماء اللغة، وبحسب العديد من المعايير العالمية الحديثة، تم تقسيم الأصوات إلى قسمين وهما: الأصوات الصامتة والأصوات الصائتة، وجرى على هذا التقسيم تقسيم للحروف في اللغات، فهناك الحروف الصامتة والحروف الصائتة، ويرجع هذا التقسيم لاختلاف وضع الحبال الصوتية أثناء النطق، ومخارج النطق، وكذلك كيفية مرور الهواء في الممرات الخاصة به عند نطق نمط صوتي معين.

لا توجد حالات شاذة كثيرة للحروف خارج هذا التصنيف، باستثناء بعض الحروف التي تسلك السلوكين معاً، ونمثل عليها في اللغة العربية بحرفي الواو والياء، فتارة يمكن تصنيفهم ضمن الحروف الصامتة، وتارة أخرى تصنف ضمن الحروف الصائتة.

التعليقات مغلقة.