العلم… 9 خصائص أساسية

33

تعريف العلم:

هو الفكر الناتج عن دراسة سلوك وشكل وطبيعة الأشياء مما يؤدي للحصول على معرفة عنها. أي أنه هو الإدراك المتشكل عند دراسة سلوك أو قيم أو أشكال أو طبيعة الأشياء بحيث يشمل دراسة الشيء بشقيه المادي والمعنوي.

تعريف العلم لغةً:

هو اللفظ المناقض للجهل ويعني إدراك الأشياء بناء على الهيئة التي عليها إدراكا جازماَ.

تعريف العلم اصطلاحاً:

يقصد به المعرفة المضادة للجهل. ويختلط على الكثير مصطلحي العلم و  الثقافة  ، ولكن يمكننا القول أن العلم تخصصي بينما الثقافية عامة وواسعة.

تعريف العلم
العلم نقيض الجهل

منذ القديم كان العلم محور اهتمام رجالات الفلسفة والاجتماع، وقد قاموا بمحاولات لتعريفه وصياغته لبلورة مفهوم شامل عنه، ونستعرض هنا أبرز تعريفات العلم بحسب أبرز المفكرين:

تعريف العلم بحسب جون ديوي:

هو الدراسة المنظمة التي تقوم على منهج واضح مستند على الموضوعية. وهذا التعريف يقودنا إلى افق أوسع في تعريف العلم، فالعلم لم يعد فقط في اكتشاف الأشياء المادية والمعنوية بل ينقلنا لطور التنظيم في الدراسة والذي يخضع فيه المنهج المتبع لخطوات واضحة تبدأ بالتأمل وتليها دراسة السلوك ومن ثم وضع الفرضيات وبعدها التحقق من هذه الفرضيات عن طريق التجربة التي يتناوب عليها اكثر من عالم وفي النهاية يصدر قانوناَ بهذه المسألة، ويستند العلم على “الموضوعية ” ويمكن ان نعرف الموضوعية في هذا السياق بأنها: إبعاد الذات وعدم إدخالها في إصدار المعلومات والنتائج، وبمعنى آخر هي الحياد الذي يلتزمه الباحث أثناء مسيرة بحثه العلمية، ويستطيع العلم أن يؤثر في الثقافة تأثيراَ كبيراَ حيث انه يقوم بتصحيح المفاهيم الخاطئة الموروثة ثقافياَ في المجتمع.

تعريف العلم حسب لا لاند:

هو مجموعة المعارف والأبحاث التي تتصف بالوحدة والضبط والموضوعية وتؤدي إلى نتائج مطلقة الصحة، فهي لا ترضي أذواق الآخرين وإنما هي حقيقة يجب الأخذ بها.

ويقصد بالوحدة أنها لا تتغير بتغير الأشخاص والأزمنة وذلك لأنها معطى علمي تم إثباته بالتجربة، ويعد العلم إرث حضاري لكافة الشعوب والأمم ولا تفاخر ولا احتكار فيه لأمة دون الأخرى، أما المقصود بالضبط والموضوعية أنه يخضع لقوانين مضبوطة وواضحة وكذلك يلتزم العالم فيه بالحياد، ويعطينا العلم نتائج صحيحة بالمطلق لأنها خضعت للتجارب ولا يسري عليها معيار ذوق الناس.

 

الخصائص الأساسية للعلم:

خصائص العلم
العلم والتعلم
  • التصحيح الذاتي: هو دور العلم في تصحيح نفسه والتطور والنمو بشكل مستمر
  • القدرة على التنظيم: حيث يهتم بتنظيم الممارسات العقلية والأفكار ويسعى إلى تعزيز الترابط بين القضايا ولا يعتمد على حقائق مفككة.
  • البحث واكتشاف الأسباب: لا تصنف النشاطات العقلية البشرية بأنها علوم إلا في حال اهتمت بفهم وتعليل الظواهر، كما لا يمكن إدراك أي ظاهرة دون إدراك أسبابها.
  • التراكم: هي الطريقة التي تساهم في تطور العلم حيث تحتل النظرية العلمية الحديثة مكان النظرية السابقة مما يساعد في تطور الحضارة البشرية.
  • اليقين والشمولية: إذ إنَ المعرفة والقضايا العلمية تتميز بالشمولية التي من الممكن تنفيذها على الظواهر التي يهتم العلم بالبحث فيها. فنحن نقول عن العلم أنه علماَ عندما يعطينا العالم قوانين نهائية قد تحقق منها وجزم بها وتأكد من صحتها، وتعني الشمولية ان المادة التي يأتي بها العالم يجب ان تفسر كل الظواهر التي تندرج تحت هذه الظواهر.
  • التجريد والدقة: هي توفير التحكم للأفراد بالواقع المحيط بهم/ ويعتمد العلم على الرياضيات لتحقيق التجريد والدقة والمقصود بالتجريد اننا نعيد صياغة الظواهر المادية على شكل معادلات بسيطة نختزل بها الواقعة أما الدقة فهي الوصول لنتائج تفصيلية تتجاوز التعميم وتدخل في التفاصيل والجزئيات.
  • نشاط انساني: أي ان العلم ناتج عن البشر فلا يوصف انه شخصي أو فردي وعليه تعد المعرفة الناتجة عن العلم ملكاَ لكل الشعوب والأمم، فالمعرفة كسب انساني شامل وفي تاريخنا العربي والإسلامي كان علماء الأمة يبذلون العلم لجميع الناس بغض النظر عن دينهم وانتمائهم وجنسهم وذلك لأن ديننا يؤمرنا بعدم كتم العلم عن الناس.
  • امتلاك أدوات خاصة: إذ إن العلم يمتلك اجهزته ووسائله وادواته التي تستخدم في جمع وقياس المعلومات.
  • التأثر والتأثير في المجتمع: والعلم وليد البيئة التي ينشأ بها فيجب أن يتفاعل معها سلبا وإيجابا وإن الأمم التي تفكر في استمرار حضارتها تقوم بالاستثمار بالعلم والبحوث العلمية بسخاء وذلك لأن نسبة تطور بلد أو حضارة ما تقاس بتطور البحث العلمي فيه، وكذلك يعد العلم وسيلة لإصلاح المجتمع وذلك بإيجاد حلول ناجعة للمشاكل التي يعاني منها.

مقولات مأثورة في العلم:

بينَّ الله تعالى لنا في القرآن الكريم فضل العلم، فقال:” فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا” سورة طه: الآية 114.

وحضَّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم على طلب العلم، فجاء في الحديث الشريف:” طلب العلم فريضة على كل مسلم”.

وتغنى الشعراء بالعلم وتكلموا عن أفضاله عبى الفرد والمجتمع، ولعل أجملهم قول الشاعر:

العلم  يبني بيوتاً لا عماد لها    والجهل يهدم بيوت العز والكرم.

التعليقات مغلقة.