السينما الثالثة

28

السينما وعوالمها الثلاثة

جميعنا نعرف الهوليود والتي تعتبر أقدم صناعة أفلام، إذ انبثقت منها أقدم استوديوهات الأفلام وشركات الإنتاج، بالإضافة لكونها منشأ أنواع مختلفة من السينما -من بينها الكوميديا، والدراما، والإثارة، والموسيقى، والرومانسية، والرعب، والخيال العلمي، والملحمي

  أين تأسست

هوليود منطقة في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية، اشتهرت عالميا باحتضانها أستوديوهات تصوير أفلام سينمائية وشركات إنتاج ونجوما سينمائيين عالميين، مما جعلها مركزا تاريخيا لصناعة السينما الأميركية والعالمية، وتحمل لقب عاصمة التسلية في العالم.

تاريخ السينما وتطورها

بدأت السينما بشكل رسمي عام 1895 بفضل الأخوة «لوميير» اللذان وضعا حجر الأساس عندما صنعوا أول آلة عرض سينمائي أواخر من نفس العام والتي يمكن أن تسمى بأهم ليلة في تاريخ السينما، عرض الأخوين 10 أفلام قصيرة في باريس، حيث كانت مدتهم 50 ثانية هذه الأفلام كانت بسيطة بكوميدية خفيفة وأناس بسطاء يذهبون إلى منازلهم عودة من المصانع

بداية السينما في هوليود

صوّر أول فيلم في هوليود عام 1908، حين قدمت إليها من شيكاغو مجموعة تصوير تابعة لشركة سينمائية صغيرة لتصوير فيلم “الكونت دي مونت كريستو”، وانتقل عدد من الشركات السينمائية الصغيرة إلى المنطقة في محاولة للتخلص من هيمنة شركة أسسها توماس أديسون، كانت تحتكر إنتاج الأفلام وتوزيعها في الولايات المتحدة بموجب براءة اختراع آلة العرض السينمائية التي اخترعها.

عصر السينما الصامتة

عندما صنعت السينما والتي ظهرت عام 1902  كان هناك افتقار لتقنيات دمج الصورة مع الصوت لذلك تم صناعة السينما الصامتة والتي استمرت إلى حوالي 25 سنة   إلى غاية عام1927 حيث تم إنتاج آخر فيلم صامت، وتوزعت على مرحلتين ، الأولى امتدت إلى عام 1911 وضمت أفلام مخرجين كبار أمثال جورج ميلي وديفيد غريفث وإدون بورتر ولويس فويلاد.

وتلتها مرحلة ثانية نهائية امتدت إلى حدود عام 1926، وتميزت بإضافة عناصر فنية جديدة لتلك السينما من مؤثرات صوتية لكن في غياب مطلق للحوار، وشملت مخرجين أمثال سيرجي إيزنستاين وباستون كيتون وشارلي شابلن.

وعرض حوالي أحد عشر ألف فيلم طويل صامت من إنتاج أميركي في الفترة من 1912 حتى 1929، لكن مكتبة الكونغرس بواشنطن كشفت في سبتمبر/ أيلول عام 2013 أن حوالي 70 % من الأفلام الأميركية الصامتة الطويلة مفقود حاليا.

عصر السينما الناطقة

عام 1927 هوليوود تصدم العالم لتنتج أول فيلم ناطق تحت اسم The Jazz Singer بعدها تقريباً تم التخلي عن الأفلام الصامتة، وكانت نقلة أيضاً فريدة من نوعها لكن ليس بدون مأساة، من خلال هذه القفزة واجهت هوليوود صعوبة جدية لتوزيع أفلامها عالمياً تحديداً للأجانب الذي لا يفهمون الإنجليزية، بسبب اعتماد بشكل أكبر على الحوار ليتم بعدها حل هذه المشكلة بإضافة صوت بلغة أخرى على المقطع الأصلي أو ما يسمى الآن بالدبلجة.

السينما الناطقة
السينما الناطقة

استمرت هوليود في انتاج  الأفلام  وتطويرها والتي اكتسبت شهرة واسعة من ذلك الوقت إلى عصرنا الحالي وبحسب استطلاع لمعرض بروكسل الدولي لتقيم الأفلام حصل فيلم المدمرة بوتمكين Броненосец «Потёмкин والذي يعد من الافلام الصامتة السوفيتية أنتج عام 1925 من إخراج سيرغي أيزنشتاين ، الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية فهو يؤرخ للثورة العمالية في مدينة «سان بطرسبيرغ» عام 1905، وتبدأ أحداثه في احتجاج عمال السفينة المدمرة بوتمكين على الأوضاع المزرية، الأمر الذي يجعلهم عرضة للعقاب من الضباط، حينها يثور العمال ضد الضباط ويسيطروا على السفينة، وعند عودتهم يستقبلهم ثلاثة الآف من أهل سان بطرسبيرغ بالتحية والترحاب، وأثناء ذهابهم للقيصر الروسي لإخباره باحتجاجهم لنظرتهم له حينها على أنه الأب الحاني على الشعب الروسي، إلا أنهم تفاجؤوا بقرار الملك بإطلاق الرصاص عليهم بواسطة الجنود القوقازيين، مما تسبب في مقتل 1000 مدني وجرح 2000 أخرين في مشهد دموي مهيب على مدرجات الأوديسا.

اقرأ أيضاً: خلف الكواليس؛ شاريو وكرين

سينما بوليود

هي عالم سينما ثاني ناطقة باللغة الهندية تأسست عام 1896م، عندما عرض الأخوة لوميير (مخترعو السينما) ستة أفلام قصيرة صامتة في بومباي، وبحلول عام 1899 أخرج هاريشاندرا بهاتفاديكار اول فيلم هندي قصير.

السينما في بوليوود
السينما في بوليوود

أما أول فيلم طويل صامت وهو فيلم «راجا هاريشاندرا» فقد أنتج في عام 1913 ووضع اساس صناعة السينما هندية، وبحلول 1920 أصبحت هناك صناعة سينما تقليدية في الهند كانت تنتج 27 فيلم سنويا، ثم وصلت الى 207 أفلام عام 1931. وجاءت نقطة التحول الكبرى في عام 1953 مع وصول المخرج البنغالي ساياجيت راي وفيلمه الكلاسيكي «باثر بانشالي».

كان الاعتراف الدولي بصناعة السينما الهندية فقد جاء بمنح جائزة مهرجان «كان» لأفضل فيلم وثائقي إنساني لفيلم هندي، ثم أعقبه العديد من الجوائز الأجنبية والمحلية، والعامل الآخر الذي شجع تقدم صناعة السينما كان تأسيس جوائز السينما الوطنية ومؤسسات تمويل الأفلام وأرشيف السينما الوطنية ومعهد السينما والتلفزيون، وعقد أول مهرجان سينمائي دولي عام 1952 في كل من بومباي وشيناي وكلكتا، مما كان له تأثير كبير علي صناعة السينما الهندية داخلياً وخارجياً.

السينما الثالثة

تسمى بالإسبانية: Tercer Cine هي حركة أفلام من أمريكا اللاتينية بدأت في المد الثوري في أواخر الستينيات من القرن العشرين، و كان هاجسها الأكبر فضح الاستعمار الجديد والرأسمالية و طرحت نفسها كنموذج ثالث ثوري مقابل السينما “الاستهلاكية الأمريكية” و”الذاتية الأوروبية”.

كان وراء فكرة السينما الثالثة اثنان من السينمائيين الأرجنتينين هما فرناندو سولاناس وأوكتافيو كتينو، وهما اللذان نشرا ما اعتبر “مانيفستو” أو “بيان السينما الثالثة” في 1969 تحت عنوان “نحو سينما ثالثة” Para Cinema Terzo. وقد صدروه بعبارة فرانز فانون “يجب أن نناقش، يجب أن نبتكر”.

لقد  رفض البيان كلًا من السينما الاستهلاكية الأمريكية وسينما الذات الأوروبية التي تقوم على التعبير الذاتي، وطرحا في المقابل سينما جديدة تقوم على تصوير تجارب الوعي الجمعي المشترك، وتعرية الحقائق والتحريض على رفض الواقع والسعي إلى تغييره. إنها سينما موجهة إلى كافة طوائف الشعب وطبقاته، منهم وإليهم، لها رسالة وهدف اجتماعي تسعى لتحقيقه.

السينما
السينما

تشير السينما الثالثة، التي حاول سولاناس وجيتينو تعريفها في البيان إلى السينما الثورية التي ستلعب دوراً في النضال ضد الاستعمار ولن تنير الجمهور فحسب، بل تحشده أيضًا.

وبحسب تيشومي جبرائيل ، فإن “السينما الثالثة ليست سينما محددة بالجغرافيا بل إنها سينما محددة في المقام الأول من خلال منظورها الاشتراكي “. السينما الثالثة هي سينما تدعو إلى التحرر الاجتماعي والثقافي وتؤكد أن هذه التحررات لا يمكن أن تتحقق بسياسة الدولة فقط، يتطلب تحرير النوع المذكور تحولاً أكثر جذرية. إذاً كانت السينما تهدف إلى المساهمة في هذا الوضع، فهي ليست فقط من خلال الأفلام، بل يجب أيضًا الشعور بفعالية هذا التحول في الإنتاج والإدراك.

 

وفي الختام نقول أن الأفلام بالنسبة للكثير ليست فقط للمتعة والتسلية وإنما تكون في كثير من الأحيان دروس نتعلم منها الكثير من العبر وتغني مخيلتنا بحصيلة جديدة من التجارب والمواقف التي حتمًا تؤثر بشخصيتنا بأشكال عدة. وأنتم ماذا تعني لكم السينما والأفلام؟

التعليقات مغلقة.