الزومبي بين الخُرافة والعلم

4

لم يعد الحديث عن الزومبي خيالاً، وليس هو تلك الاسطورة المتداولة عن كل ما بعد دمار العالم, كلنا اطلعنا على ما نشرته المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها( بعد جائحة كورونا) من تعليمات عن كيفية التصدي في حالة  إذا ما هاجم الزومبي هذا العالم وما الذي تحتاجه لكي تنجو¹.

ولكن بعيداً عن قصص الرعب هذه، سنتعرف هنا على تـأثير الزومبي الذي يدخل في مجال طب الاسنان، يعود استخدام عنصر الفضة في الطب آلاف السنين وعرفه العلماء لفعاليته كعنصر مضاد للبكتريا عن طريق أيوناته , إذ أن لها تأثيرا قاتلاً.

وضحت ذلك بعض البحوث التي نشرت مؤخراً أن تعرض البكتريا لمحلول من الفضة يكون له تأثير على الميكروبات إذ يجعلها تسلك سلوكا مشابهاً للزومبي  فتزيل تلك البكتريا المصابة بأيونات الفضة ما حولها من بكتريا حتى بعد موتها.

حيث تمارس أيونات الفضة تأثيرها القاتل هذا عن طريق صنعها لثقوب في الجدار الخلوي لتلك الخلية الجرثومية حتى تسبب لها دماراً في حالة الدخول إليها, ترتبط هنا إيونات الفضة بالحمض النووي للبكتريا وهو مكونها الرئيسي وسيمنع البكتريا من اداء ابسط وظائفها .

إن ميكانيكية هذا التأثير القاتل (تأثير الزومبي) لم تكن معروفة، لكن لكشف هذا التأثير المخيف قام العلماء بما يلي:

اولا: قتل عينة من البكتريا الزائفة الزنجارية Pseudomonas aeruginosa وذلك باستخدام محلول نترات الفضة، ثم قاموا بفصل البكتريا الميتة بعناية من محلول الفضة.

ثانيا: عندما تم تعريض تلك البكتريا الميتة المأخوذة من محلول نترات الفضة حدثت مذبحة ميكروسكوبية إذ تم القضاء على نحو 99% من البكتريا الحية، من ثم قام الباحثون بتصوير تلك البكتريا الميتة باستخدام المجهر الإلكتروني، وتمكنوا من كشف سبب ذلك التأثير المميت.

يقول دافيد أنفير الباحث الرئيسي في هذه الدراسة “إنّ مخزوناً من جزيئات الفضة النانوية تمّ الاحتفاظُ به داخل تلك الجثثِ، حيث تعمل خلايا البكتريا الميتة كالإسفنج وتقومُ بامتصاص الفضة عند موتها. تلك الفضة المُختزنة تخرج إلى البيئة المحيطة بها خاصةً لو كانت تلك البيئة تحتوي على إسفنجات أخرى ماصة للفضة، وفي هذه الحالة كانت الإسفنجات الأخرى بكتريا حية”.

لقد اهتم العلماء الذين قاموا بنشر هذه الدراسة في مجلة Scientific Reports بدراسة القدرة القاتلة لمحلول الفضة الذي تم فصلُه عن البكتريا الزومبي.

لاحظوا في بادئ الأمر أن استخدام الفضة بتراكيز منخفضة من محلول نترات الفضة، إن المحلول المتبقي من الدورة الأولى لم يمتلك القوةَ الكافيةَ لقتل كل البكتيريا الموجودة في الدورة الثانية، من هذا نستنتج أن البكتيريا عملياً تقوم بسحب الفضة من المحلول، كما يقول الباحثون. لكن عند استخدام تراكيز عالية من محلول نترات الفضة، قد احتفظَ المحلول بقدرته القاتلة في كلتا المجموعتين الأولى والثانية من البكتيريا، وذلك لأن البكتريا في الدورة الأولى لم تستطِع امتصاصَ كاملِ الفضة.

أما سايمون سيلفر وهو عالم البيولوجيا الجزيئية من جامعة ايلينوي شيكاغو فيقول “هذا الجانبُ المهمّ للفضة لم أرى أحداً تناوله من قبل، أعتقدُ أن هذا البحثَ هو إضافةٌ جديدةٌ وأعتقد أنها جيدة “².

من خلال هذا الاكتشاف فمن الممكن التحكم في التأثير طويلِ الأمد للعلاجات المعتمدة على الفضة، حيث يعتمد الأطباء والمستشفيات على منتجات طبية تحتوي الفضةَ من ضماداتٍ وغيرها لكي تمنع نمو البكتريا، ويستخدم هذا المعدن في حالة الجروح العميقة.

في النهاية لا يبدو أن الزومبي سيّئون …أليس كذلك؟

[box type=”shadow” align=”alignright” class=”” width=”100%”]1.https://web.archive.org/web/20180511045414/http://news.bbc.co.uk/2/hi/entertainment/7280793.stm.[/box]
[box type=”shadow” align=”alignright” class=”” width=”100%”]2.Silver turns bacteria into deadly zombies.Dead bacteria “sponges” soak up the metal and kill their relatives[/box]

التعليقات مغلقة.