Pheromones in humans فرمونات الجسم

43

فرمونات الجسم

لكل إنسان رائحة خاصة به يتميز بها عن غيره، ولذا ورد في القرآن الكريم أن الريح حملت رائحة يوسف إلى يعقوب – عليهما السلام – فقال: {وَلَمَّا فَصَلَتِ العِيرُ قَالَ أَبُوهُم إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَولاَ أَن تُفَنِّدُونِ}. وقوله تعالى {اذهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلقُوهُ عَلَى وَجهِ أَبِي يَأتِ بَصِيرًا وَأتُونِي بِأَهلِكُم أَجمَعِينَ} , سورة يوسف. وأيضاً ذُكر أنه كانت بعض العرب إذا مرض أحدهم يُحمل إليه بعض التراب من بلده فيشمه فيشفى بإذن الله.

ما هي الحقيقة العلمية لهذه الحالة [1]؟

إن لهذا الأمر تفسير علمي ويُعزى السبب إلى وجود الفرمون، وتعرف الفرمونات أنها مركبات كيميائية تتركب من جزيئات عضوية معقدة ودقيقة للغاية، وظيفتها هي نقل الإشارة، وفيما يخص فرمونات الجسم والفرمونات البشرية ومدى تأثيرها بين البشر، تكمن إحدى المشكلات في تحديد جزيئياتها وتأثيرها على السلوك ودراستها بسبب الطبيعة المعقدة للإستجابات البشرية.

حتى أن العلماء يعتقدون بوجود هذه المواد الكيميائية، ويتم تبادلها بين الاشخاص مع محاولة دراسة هذه الإشارات وتأثيراتها، ويعتقد العلماء أيضاً بوجود هذه المركبات التي تميز الفرد من الآخر، وأيضاً تميز الرجال عن النساء.

كيف كانت بداية اكتشاف فرمونات الجسم[2]؟

عطر فرمون لجذب النساء – عطر فرمون لجذب الرجل

بدأ البحث عن الفرمون وذلك ببحث عالم الطبيعة الفرنسي “فـابر” في القرن التاسع عشر، و الذي اكتشف أن فراشة واحدة من فصيلة  Saturnia pavonia يمكن أن تجذب إليها عدد من الذكور، وأكد أن هذا حدث نتيجة لوجود مادة معينة لا يستطيع البشر شمها.

بدأ انتشار مصطلح ” فرمون ” في عام 1959، من قبل العالمين بيتر كارلسون ومارتن لوشير، استنادًا إلى الكلمات اليونانية phero “أحمل” وhormone “محفز” أو “دافع”، إذ تعد  الهرمونات رسائل كيميائية في  داخل الجسم، يعمل الفرمون على الجانب الآخر للحصول على استجابة في أعضاء الآخرين من نفس الجنس، فعلى سبيل المثال  في الحشرات والحيوانات،  تنطلق الجزيئات الخاصة بالفرمون في العرق أو الزيوت الجسدية، ويكون بعض هذه المركبات لها روائح مميزة، وهو شكل من أشكال الإتصال الصامت بـالرائحة، واستخدم أيضاً لنقل إشارات من حيوان إلى آخر ويتم إفراز فرمون من أحد الحيوانات أو الحشرات لجذب الجنس الآخر في موسم التزاوج  وتكون في شكل رائحة تفرز في الهواء بنسب مخففة ويستنشقها الطرف الآخر عن طريق حاسة الشم فينجذب الذكر إلى الأنثى أو يحدث  العكس، ويضاف إلى ذلك أن فرمون ما قد يفرز للتنبيه على وجود  الطعام أو الخطر أو أعداء ، وتنتج  الإستجابة لهذه الإشارات الكيميائية أو فرمونات العطور بمجموعة واسعة من السلوكيات.

كيف تمت الإستفادة من الفرمون للتخلص من الحشرات الضارة؟

تم استخدام الفرمون في بعض المبيدات الحشرية لجذب الحشرات ومن ثم القضاء عليها وإبادتها، إذ أنها تُفرز من أحد الحيوانات ليستنشقها الجنس الآخر من نفس فصيلة الحيوان الأول فيستجيب له الطرف الآخر ويلبي ندائه للغرض المطلوب منه سواء للتزاوج أو الطعام أو المساعدة، فـبعض الحشرات يمكنها الهجرة والطيران لعدة كيلومترات لمجرد استنشاقها لرائحة فرمون عطر من ذكر أو أنثى رغبة منها في التزاوج.

دوامة النمل  [3]:

و تعرف أيضاً بطاحونة النمل Ant Mill  ودوامة الموت Death Spiral إذ تعد دوامة النمل ظاهرة مرئية تحصل في الجماعات العسكرية للنمل، فبعد أن تنفصل للبحث عن غذائها وإحضار المؤن سوف تفقد مسار الفرمون الخاص بها، عندها تبدأ بعملية معينة وهي اتباع النمل لبعضه البعض مكوناً بذلك مساراً دائرياً تستمر فيه جميع النملات العسكرية بالدوران  حتى تؤدي هذه العملية إلى موت النمل جميعه نتيجة للجوع والإرهاق.

عند تجربة هذه الظاهرة في المختبرات العلمية، وعرف أن هذه الظاهرة تحدث نتيجة لـوجود ما يعرف بـ نظام “الترتيب الذاتي” لمستعمرات النمل، يحدث ذلك لسبب محدد وهو أن كل نملة سوف تتبع طريق النملة التي تسبقها، وتستمر هذه الدوامة ويستمر النمل بالدوران الى أن يحدث خلل يؤدي الى تشكيلها.

أول من شاهد هذه الدوامة هو العالم “وليم بيبي” وذلك في عام 1921م، إذ لاحظ وجود دوامة يصل قطرها الى 365.75 متر، وتحتاج النملة الواحدة إلى مدة زمنية لإكمالها تصل إلى ساعتين ونصف الساعة لكي تكمل دورة كاملة، كذلك لوحظت هذه الظاهرة لدى بعض أنواع الأسماك والحشرات.

استخدام الفرمون في نحل العسل:

النحلة العاملة تنجذب بعضها إلى بعض عن طريق رائحة تطلق من غدة (ناسانوف)، حيث تنطلق هذه الرائحة بواسطة ضغط الطرف البطني حتى تكون الغدة معرضة مباشره للهواء وأحياناً تواصل الأجنحة في اهتزازاتها أثناء ذلك، إذ يحصل تيار هوائي فوق الغدة يعلن عن انتشار فرمون عطر في إتجاهات مختلفة، وعند حدوث التغذية على المحاليل السكرية أو خلال الإنتقال إلى منحى آخر من الخلية فإن النحلة العاملة التي تكون قد نجحت في العودة للمستعمرة تقف بمدخل الخلية وتضرب بأجنحتها مع انتشار الرائحة من غدة ناسونوف إلى أن ينتهي إصدار فرمونات الجسم .

كنتيجة لهذا التصرف فإن بقية النحل الباحثة عن الغذاء والعائدة إلى الخلية تتجه في الطريق السليم حتى لوكان طيرانها لأول مرة إلى ذلك المصدر، إذ إن لكل مستعمرة فرمون عطر خاص بها يشجع على تعرّف الأفراد على بعضهم وتنجذب العاملات إلى الأزهار المميزة برائحة أفراد المستعمرة التابعين لها أكثر من الأزهار الخاصة بالمستعمرات الأخرى وذلك يؤدي إلى استقرار كبير في سلوك الباحثين عن الأكل.

كيف تؤثر فرمونات الجسم علينا [4]؟

أصر العالم “دوتي” أن لا اساس علمي لوجود الفرمون، لأن العضو الأنفي هو المسؤول عن حاسة الشم لدى الإنسان، وأنه موجود فقط في الفئران والحيوانات، وخلص إلى أن فرمونات الجسم البشرية ماهي إلا حيلة إقتصادية في شكل صناعة علوم غير مرغوب فيها.

ويستشهد دوتي بدراسة لشم النساء لبعض القمصان الرجالية، لاحظ أنهن يفضلن القمصان التي يرتديها الرجال الذين كانوا يتمتعون بـ جينات نظام المناعة، إذ لوحظ أن  لديهم اختلاف عن الآخرين واعتبر أن هذا هو العامل المهم الذي فضلته المرأة وليس بسبب وجود الأندروستينيون الذي يفرز مع العرق .

تؤثر فرمونات الجسم في السلوك الإجتماعي للجنس البشري، ولكن يصعب دراسة ذلك، لأن المواد تحتاج إلى بعض العوامل التي تخفض من التأثيرات الناتجة عن الروائح الأخرى، وقد تمت دراسة ثلاث فئات من الفرمونات البشرية المحتملة أكثر من غيرها وهي[5]:

1- المنشطات الإبطية: يتم من خلالها إطلاق الستيرويدات الإبطية عند البلوغ من الغدد المفرزة للعرق وكذلك الغدد الكظرية، ويتم إفراز الجزيئات التي تعد بمثابة فرمون بشري منها والتي تؤثر على المزاج وزيادة الوعي لدى الأشخاص، بدلاً من العمل كعوامل جذب للطرف الآخر.

2- الأحماض التي تحتوي على جزيئات الفرمون: تفرز إشارة الإباضة والإستعداد للتزاوج في الحيوانات والثديات، وتم اكتشاف أن الإناث البشرية تنتج أيضًا هذه المركبات، ومع ذلك فإنه من غير المعروف ما إذا كانت الجزيئات تخدم غرضاً مختلفاً تماماً مثل التزاوج والإنجذاب.

3- كما في الأنواع الأخرى من الحيوانات الثدية، تؤثر فرمونات الجسم على السلوكيات، على سبيل المثال، الإفرازات من الغدد الموجودة والتي تستثير إستجابة الرضاعة عند الرضع، حتى تلك التي تنتمي إلى أُم أخرى.

إذن، ففي البشر كما الأنواع الأخرى تؤثر الفرمونات على سلوكه، فهم ينتجون فرمون ويتفاعلون معه بطرق مختلفة، لكن لا توجد آلية محددة لهذا الفعل.

[1] https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&url=https://www.petbag.net/2019/04/animal-and-ants-pheromones.html%3Fm%3D1&ved=2ahUKEwiAt5SnrMv5AhW7W_EDHVY0CokQFnoECBcQAQ&usg=AOvVaw2OZvdgt1Y_kvra3QB5jTEr.

[2] https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&url=https://www.fragranticarabia.com/news/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2581%25D9%258A%25D8%25B1%25D9%2588%25D9%2585%25D9%2588%25D9%2586%25D8%25A7%25D8%25AA-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A8%25D8%25B4%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25A9-%25D9%2587%25D9%2584-%25D9%2587%25D9%258A-%25D9%2585%25D9%2588%25D8%25AC%25D9%2588%25D8%25AF%25D8%25A9-%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2581%25D8%25B9%25D9%2584–3370.html&ved=2ahUKEwjWhY2Nxsv5AhUOX_EDHUCXDCIQFnoECCUQAQ&usg=AOvVaw1YlnSWyQNboAl47zWM0azD.

[3] 1902-1968., Schneirla, T. C. (Theodore Christian),؛ Behavior., American Museum of Natural History. Dept. of Animal (01 يناير 1944)، “A unique case of circular milling in ants, considered in relation to trail following and the general problem of orientation. American Museum novitates ; no. 1253.

[4] Epstein, Randi Hutter (2011)، “The Scent of a Woman: Don’t trust the hype about pheromones and sexual attraction”، Slate، مؤرشف من الأصل في 3 يناير 2019، اطلع عليه بتاريخ 08 أغسطس

[5] https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&url=https://m.youm7.com/amp/2018/10/28/%25D8%25AD%25D9%2582%25D9%258A%25D9%2582%25D8%25A9-%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25AD%25D8%25A9-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AD%25D8%25A8%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A8-%25D9%2583%25D9%258A%25D9%2581-%25D9%258A%25D8%25AA%25D8%25B1%25D9%2583-%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25B3%25D9%2585-%25D8%25A3%25D8%25AB%25D8%25B1%25D9%2587-%25D9%2588%25D8%25B9%25D8%25B7%25D8%25B1%25D9%2587-%25D9%258A%25D8%25B9%25D9%2586%25D9%2589-%25D8%25A3%25D9%258A%25D9%2587/4002104&ved=2ahUKEwi17qWgy8v5AhWzYvEDHfXjBrAQFnoECAwQAQ&usg=AOvVaw3Cxa-NWH7me3gMNvUwydSB.

شاهد أيضاً :
الحب بعيون الكيمياء

التعليقات مغلقة.