الجذور الحرة  Free Radicals

تزايد الاهتمام بالسنوات الأخيرة بمضادات الأكسدة وضرورة اتباع أنظمة غذائية تحتويها مذكرين بفوائدها الكثيرة على الجسم وضرورة التخلص من سيطرة الجذور الحرة.

الجذور الحرة، هو مصطلح شائع لا بدّ أنك قد سمعت عنه أو قرأته كثيراً في علم الكيمياء والأحياء، إذ يدرجه الخبراء أنه أحد مسببات الأمراض السرطانية وعلامات الشيخوخة والأمراض الخطيرة الأخرى.

فــما هي الجذور الحرة وكيف تؤثّر على أجسامنا؟

تعد الجذور الحرة إلكترونات منفردة تدور في فضاء غلاف الذرة أو الجزيء، هذه الجزيئات تساهم في ربط الذرات مع بعضها البعض إذ تنجذب إلى بعضها وتكون جزيئات، فمثلاً عند انقسام جزيئات الأكسجين وتصبح  الذرة منفردة تتحوّل بدورها إلى جذور حرّة غير مستقرة، فتبدأ بالبحث عن جزيئات أخرى لـتترابط معها، عملية البحث هذه تسمّى الإجهاد التأكسدي (Oxidative stress) مما يسبب عدد من الأضرار مثل: تلف الخلايا، وتحطم البروتين.

توجد خطورة لهذا الإجهاد التأكسدي تكمن في وصول الجذور الحرة الناتجة إلى المادة الوراثية الموجودة في خلايا الــ DNA فتؤثّر عليها وتحدِث طفرة في الخلية لتتحوّل بدورها لخلايا مريضة أو خلايا خبيثة سرطانية يمكن أن تنمو وتزداد.

قد يتساءل أحدهم ما مدى تأثير الجذور الحرة على صحة الإنسان؟

إن الجسم يفقد قدرته على محاربة آثار الجذور الحرة بمرور الزمن، فتزداد في الجسم وترفع من الإجهاد التأكسدي فــينتج عنه ضرر على الخلايا، ما يؤدّي إلى عمليات تنكسية. يرتبط الإجهاد التأكسدي الناجم عن الجذور الحرة بعدة أمراض منها:

أمراض القلب والأوعية الدموية، المناعة الذاتية والإضطرابات الإلتهابية، مثل: السرطان والتهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis)، أمراض الجهاز العصبي المركزي، مثل: الزهايمر (Alzheimer`s)، التغييرات المظهرية المرتبطة بالعمر، مثل: التجاعيد، والشيب، وفقدان مرونة الجلد، وفقدان الشعر وتساقطه، إعتام عدسة العين وضعف البصر المرتبط بالعمر والأمراض التنكسية الجينيّة، مثل: مرض باركنسون (Parkinson)، ومرض السّكري.

ما هي مصادر الجذور الحرة؟

توجد الجذور الحرة في العديد من المواد والأطعمة التي نتناولها، كما توجد في البيئة المحيطة، من أهم مصادر الجذور الحرة:

1-مصادر داخلية (ينتجها الجسم) الميتوكندريا، الإلتهابات، إنزيم الزانثين أوكسيديز.

2-مصادر خارجية الإشعاع، تلوث الهواء، التدخين، كمية كبيرة من الأحماض الدهنية غير المشبعة، ثقب الأوزون، المذيبات الصناعية، نقص أو زيادة الأكسجين بالجسم، فائض من الزنك، الحديد، المغنيسيوم والنحاس، تمارين مكثفة أدت إلى تلف الأنسجة.

كيف تحدث الشيخوخة؟

إن الجذور الحرة عندما تصل إلى سلسلة من العمليات البايوكيميائية في الــ(Mitochondria) والتي تكون هي المسؤولة عن توليد الطاقة من الغذاء في الخلية ستؤدي إلى ضرر بغذاء الخلية وبدورة سيؤدّي إلى زيادة إنتاج الجذور الحرة ومنها تسريع تلف الخلية، هذا التفسير الذي يستطيع فعلًا شرح ظاهرة الشيخوخة وتلف الخلايا مع التقدم بالعمر.

إضافة إلى ذلك هناك بعض العوامل التي تتعلّق بأسلوب الحياة وجودتها وتنعكس على سرعة ظهور آثار الشيخوخة وزيادة إنتاج الجذور الحرة، وهي:

التدخين، شرب الكحول، التعرض للمبيدات الحشرية، ومواد التنظيف القويّة، الضغوطات النفسية، تناول الأطعمة المقلية والوجبات السريعة الجاهزة.

إن هذه العوامل ترتبط أيضًا مع أمراض السرطان، وأمراض القلب، و  السكري  ما يؤكّد أيضًا علاقتها بالإجهاد التأكسدي.

كيف يمكن محاربة الجذور الحرة؟

مضادات الأكسدة:

إن مضادات الأكسدة هي مواد كيميائية تقلل أو تمنع آثار الجذور الحرة، إذ يكون لها القابلة للتبرع بإلكترون دون أن تتحوّل إلى جذر حر قابل للتفاعل، ان هذا الأمر يجعلها تعطي إلكترونها للجذر الحر فيتوقف بدورة عن التفاعل.

إن مضادات الأكسدة لا تتلاءم مع كافة الجذور الحرة، أي ليس لها القدرة على التأثير عليها، لأن لكل جذر حر خواصه الكيميائية المختلفة، بالتالي تدور الفكرة حول الموازنة ما بين الجذور الحرة ومضادات الأكسدة داخل جسم الإنسان، بالرغم من المشاكل التي تسببها الجذور الحرة داخل الجسم، إلا أنها تدخل في عمليات حيوية كثيرة، على سبيل المثال تقوم خلايا الجهاز المناعي باستخدامها لمحاربة الإلتهابات، ولهذا يجب المحافظة على الإتزان بين كميات الجذور الحرة وبين مضادات الأكسدة، وتبدأ الجذور الحرة بالتأثير سلباً على الصحة حين تفوق كمياتها مضادات الأكسدة، وبالمقابل من المفيد جداً المحافظة على نظام غذائي غني بمضادات الأكسدة، وذلك من خلال تناول الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة  ومن أبرزها: الملفوف الأحمر، البطاطا الحلوة، المكسرات، مثل: الجوز، والفستق، والبندق، الخرشوف، الفواكة مثل التفاح  البرتقال، الخوخ، التوت، الكرز، البروكلي، البقوليات.

ما أضرار الجذور الحرة على الصحة والجسم؟

1_الجذور الحرة وأمراض القلب والشرايين

إن وجود الأحماض الدهنية غير مشبعة جزء لا يتجزأ من البروتين الدهني منخفض الكثافة ( LDL) وعند تأكسد هذه المواد بسبب الجذور الحرة فإنها تؤدي إلى تصلب الشرايين وانسداده وتتسبب في موت الكثير سنوياً.

2_الجذور الحرة والسرطان

تؤثر على الحمض النووي للخلية وعلى البروتينات وتصبح غير فعالة أو يتم تحطيمها كلياً مما يؤدي إلى تلف الخلايا وتحولها إلى خلايا سرطانية.

3_أمراض الجهاز العصبي المركزي

 

كالزهايمر، واضطرابات المناعة الذاتية، ومرض السكري.

وأخيراً يجب فهم طبيعة التوازن بين الجذور الحرة ومضادات الأكسدة لوظائف الجسم، فلو غلبت الجذور الحرة ستزداد الأمراض وتتسارع علامات الشيخوخة في الظهور.