إن قضية انبعاثات الغاز من القضايا الشائكة التي يعمل المجتمع الدولي في إيجاد حلول جذرية لها، وعلى الرغم من أن هذه المشكلة معروفة الأسباب إلا أن وسيلة العلاج لا يتم تطبيقها، فهناك الكثير من الأضرار التي تلحق بالمناخ وهي عديدة ولها أسباب كثيرة، إلإ أن السبب الأبرز لها هو نتيجة استخدام وسائل النقل وازدحام الشوارع بهذه الوسائل التي أصبحت ضرورية لممارسة الحياة اليومية، ومن جوانب التأثير على المناخ أن انبعاثات وسائل النقل تؤدي إلى تدهور كبير في جودة الهواء، خاصة في المدن التي تحتوي على شوارع كبيرة وطرق سريعة مزدحمة أو من يعيش بالقرب منها، إلى جانب تأثيرها على التربة والمياه، حيث أن أكسيد النيتروز يساهم في استنفاذ طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة من الشمس، هذا عدا عن تسرب الوقود والزيت من السيارات والشاحنات إلى التربة بالقرب من الطرق السريعة، وتمنع الانبعاثات الصادرة من وسائل النقل غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وهذا سبب رئيسي في ارتفاع درجات الحرارة في كافة أنحاء العالم، وقد شكلت وسائل النقل على الطرق ما يقارب 26% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري حتى مع اعتماد السيارات الكهربائية، والتي كانت إلى وقتٍ قريب هي الحل المأمول في الحد من انبعاثات الغازات من وسائل النقل، إلا أن هناك حاجة إلى تخفيض ما يصل إلى 38% من المسافات التي تقطعها السيارات من أجل الوصول إلى انخفاض بنسبة 80% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في غضون عام 2050م.
هناك العديد من الحلول التي تم إقتراحها والمتعلقة بالحد من انبعاثات الغازات من وسائل النقل، إلا أن معظم تلك المقترحات لم تكن سوى حلول مؤقتة، وهناك رؤية تقول أن فرض رسوم إضافية على التنقلات بوسائل النقل الخاصة سيجعل الناس يقومون بدراسة كل تحرك منهم، كما أن اللجوء إلى استخدام وسائل النقل التي تعتمد على الطاقة النظيفة هي إحدى الحلول، وهناك حلول تتعلق بوسائل النقل نفسها من حيث الجاهزية للحفاظ على مستوى انبعاثات منخفض، وهو ما تتحمله شركات صناعة السيارات والشركات وكالات الصيانة.
ونرى أن المجتمع العربي بحاجة إلى العناية بالبيئة وبشكل خاص فيما يتعلق بالانبعاثات الصادرة عن وسائل النقل، حيث تعتبر المنطقة العربية واحدة من أكثر المناطق استعمالاً للسيارات، والدول العربية تعاني من الازدحامات المرورية، وخصوصاً في المدن الكبيرة كالقاهرة والرياض والدوحة، وهنا يجب تفعيل دور الإعلام في التوعية الاجتماعية، وتشجيع المجتمع المحلي على استخدام وسائل نقل تعتمد على الطاقة النظيفة، وتشجيع أبناء المجتمع المحلي على المشي والحركة في تنقلاتهم واستخدام الدراجات الهوائية نظراً لما تحققه من فوائد على الصحة الجسدية والنفسية ولها منافع بيئية، كما أن التشجيع على الزراعة في المناطق السكنية يساهم في الحد من انبعاثات الغازات من وسائل النقل.
من الحلول المثالية و القابلة لتطبيق هي الاعتماد على وسائل النقل الجماعي و خاصة في مراكز المدن لكن للأسف على سبيل المثال في مدينة كالقاهرة تحتاج إلى إعادة تأهيل الطرق و تقسيم المدينة لأنشاء شبكة متكاملة و محافظة على البيئة