هلوسة

17

-حَجَرُ قابيلَ:

القَلبُ البَشَرِيُّ.

-هذا الوقتُ،

الأملُ المُطلَقُ،

جنونٌ مُطبِقٌ!

-خَائِنَةٌ هِيَ ذاكِرَةُ القَلْبِ؛

تَحفِرُ داخِلَها ما نَوَدُّ طَمْسَهُ!

-نحنُ،

في جَحِيمِ الشَّرقِ،

تَآلَفْنا مع الألَمِ بِشَكلٍ مُدَمِّرٍ للذّاتِ!

 

-الألَمُ الجَحيميُّ يُنادينا ويُلاحِقُنا؛

لا لشيءٍ إلا أنَّ تقصُّفَنا ويَبَاسَنا يُغريه!

-خَلْفَ كلِّ حَقِيقةٍ كَبيرةٍ، أَلمٌ عَظِيمٌ!

 

-هذا الرَّأسُ مُنفَلِتٌ مِن كُلِّ إذعانٍ،

نافِرٌ مِن سُكنى زَريبةِ هذا الجَسَدِ!

 

-كُلّما أردتُ الكلامَ،

يختنقُ صوتيَ بِما هُو فوقَ البُكاءِ!

 

-رغباتُنا الدَّافِئةُ، التي لَم تُنطَقْ

أحلامُنا الباردةُ، التي لَم تَتَحقَّقْ

ما أكثرَهَا!

ما أقلَّها!

هذا الحاضِرُ، أَلْهَدَ، هَزَّ عُنُقَ حَدَأتِهِ وَوَأَدَها، هكذا!

 

-الأمَلُ:

رَفاهِيَّةُ مَنْ يَنتظِرونَ الغَدَ!

 

-فَشِلتُ أَن أكونَ صَالِحًا ونَافِعًا رُغمَ سَعيِيَ المَحمُوم!

 

-بصوتٍ مُتَجَذِّرٍ، بنَبرَتهِ الجَحِيمِيَّةِ، صاعِدًا مِن أدغالِ أحزاني، أصرُخُ:

لم تَعُد تَعنيني الحَياةُ، ولا كَيفَ تُعاشُ!

لا البِدَاياتُ وَلا النِّهايَاتُ!

سَأُزْجِي ما بَقِيَ لِي مِنْ وَقتٍ، بتَجديلِ آلامي الدَّهرِيّةِ لضَفائِر؛ حتّى يَغمُرَني التُّرابُ الأخيرُ!

 

-غالبًا، يَكُونُ الفُقَراءُ المُعدَمون؛

أَرِسْتُقرَاطيِّين أخلاقيًّا!

 

-هذا العَالمُ،

تَالِفٌ، عَفِنٌ،

وليسَ ثمّة “ثلاجة”

بمقْدُورها أن تَحْفَظه!

 

-ها هوَ الواقعُ اليَومَ،

يُحيلنِي لسارِقٍ ومُتَسولٍ!

أسرِقُ الفَرَحَ وأتسوّلُ الحُبّ.

 

-يا أبي،

حينَما مَنَحْتَني الحَياةَ بلا رحمةٍ،

فاتَكَ أن تُعلِّمَني العيشَ!

 

-بعدَ كُلِّ هذا الأَلَمِ الجَحِيميِّ، مَنْ سَيَجرُؤُ على أن يوقِظَ فينا الحَيَاةَ؟!

إنَّنا مُحتشِدونَ بالأَلَمِ حَدَّ الخَرس!

هذا الأَلمُ لا يُدرَكُ مُنتَهاه!

 

-عندما يَبلُغ الألَمُ أعلى ذُراه؛

يُصبِحُ بلا صوتٍ، بلا لِسانٍ!

 

-أقول، وهذه رؤيتي الواقعيّة:

ستظلُّ جلّ العلاقات الإنسانيّة

رهينة اللّامبالاة الماديّة.

-في الشَّرق، طُردَ الإنسان باكرًا من الحياة.

 

-يا أبناء الشَّرقِ،

لِنَهدَأَ؛

“لقد مَرَّت الحَيَاة”!

-يا اللهُ،

تعِبتُ وَكَرِهْتُ عُمْرًا

أقضيهِ في الاتِّكاءِ عَلى ألَمي!

 

-أَقْضي سُنونَ عُمريَّ المُتَّهَالِك، أتغذى بالصمتِ المُطبقِ والصبر؛ كما أتغذى على خُبزيَّ المَعجون بالفجيعة.

 

-أنا المَحذوفُ دومًا من قَوَائِم الدَعوات، المَلغيُّ حُضوره، مُستَكينٌ بِخُطاي نحوَ النسيان، أُراقب وأعيَّ كُل المَشهد دون أدنى رغبةٍ في التَعقِيب.

 

-‏أُريدُ أن أعتَذر، عن أيَّ إيعازٍ مَرَّ بغيرِ قَصد، إِيحَاء، افتراضٍ مَا، بِأنني شخصٌ جيد.

 

-استبدادُ الحَياةِ المُطْلَقُ بكلِّ أدَواتِها وأياديها فِيَّ جَعلني هشًّا، وَحَييًّا أكثرَ من الأنثى.

 

-العُزْلَةُ كِتابٌ

لا نَفْقَهُهُ إلّا مِنْ خِلالِ

سَطوَةِ ألسِنَةِ الخَلْقِ!

 

-كلُّ مَن أخلَفَ بالتزامِهِ تجاهَ ضميرِهِ؛ سيظلُّ غريبًا عن ذاتهِ، مَبصوقًا مِن إنسانيَّتِهِ.

سيكونُ عطبًا كبيرًا في آلةِ هذا الوُجودِ

التعليقات مغلقة.