نظرية الثقافة

6

ماهي الثقافة

الثقافة إرث تاريخي يحتفظ بطابع خاص لكل أمة وينقله عبر الزمن. لذلك تعد أحد أهم عوامل التصنيف والتمايز بين المجتمعات والشعوب، ويرجع السبب في ذلك إلى ما تحمله من الأبعاد الفردية والاجتماعية القائمة على دلالات وخصائص متمثلة فيها. وهي جزء مهم من حياة الإنسان كعضو في المجتمع، فهي تلعب دوراً مهماً في حياته على صعيده الشخصي والمجتمعي، كما تم وصفها بأنها مما يميز الجنس البشري، وأنها ما يؤكد الصفة الإنسانية فيه.

تعريف الثقافة

عرفها إدوارد تايلور فقال : ((هي كل مركب يشتمل على المعرفة والمعتقدات، والفنون والأخلاق، والقانون والعرف، وغير ذلك من الإمكانيات أو العادات التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضوا في مجتمع)). عرفها روبرت بيرستد بقوله : (( إن الثقافة هي ذلك الكل المركب الذي يتألف من كل ما نفكر فيه، أو نقوم بعمله، أو نتملكه كأعضاء في مجتمع)). يقال أنها المنظومة المتكاملة التي تضم تراكم الإنتاج لمجمل حركات الابتكار والإبداع لدى الأجيال في الشعب الواحد.

كل المجالات الإبداعية المتمثلة في العلاقات الإنسانية و العقائد والفنون والاقتصاد والآداب مشمولة ضمن مفهوم الثقافه، فهي المفهوم الوحيد القادر على رسم الهويتين الروحية والمادية لأي أمة، وبكامل العنفوان والتماسك المتواترين. تحدد تلك الهويتين بدورهما الخصائص والقيم والصورة الحضارية للأمم، كما تسلط الضوء على تطلعاتها المستقبلية وتحدد مكانتها وموقعها على خارطة الأمم.

الثقافة وعلم الاجتماع

 

نظرية الثقافة

الإنسان كائن اجتماعي، وله أنماط منتظمة متواترة من الممارسات ينتج عنها ما يعرف بالسلوك الإنساني، وتقوم العلوم الإجتماعية على هذه الحقيقتين، بالإضافة إلى صفتين متحققة في الظواهر الإنسانية وتعد أساساً في العلوم الاجتماعية، وهما صفتي الاطراد والتواتر، ولولا هذه الأسس لما نشأت العلوم الاجتماعية.

ومن المفاهيم الأساسية في الحقل الاجتماعي مفهومي الثقافه والمجتمع الذين لا يخفى على أحدنا العلاقة الوثيقة بينهما نظرياً وعلى أرض الواقع، حتى وإن كان من الممكن التفريق بينهما إلا أنهما يعبران عن ظواهر لا يمكن فصلها، إذ لا توجد الثقافة إلا بتواجد المجتمع، كما أن المجتمع يقوم ويستمر بالثقافة.

الثقافه طريق متميز لحياة الجماعة، ولا فرق بين الثقافات من حيث نمطها الأساس وما تعبر عنه، سواء البدائية منها أو الحديثة، حيث تعتمد على وجود المجتمع في الوقت الذي تمده بكل ما يضمن اطراد وتواتر الحياة فيه. تتفق الثقافة بين المجتمعات وتختلف، ويمكننا التعبير عن ذلك بطريقة أخرى فنقول أنها تتفق في العموم تختلف في التفصيل. ورغم التفاوت في المجتمات ما بين عناصرها المادية واللامادية، إلا أن الثقافة بحسب بعض من عرفها، كادوارد تايلور، تركز على العناصر اللامادية منها، كالقانون والعرف والأخلاق الناشئة نتيجة التفاعل الاجتماعي.

اتجاهات الثقافة

للثقافة اتجاهين:

1-الاتجاه الواقعي:

وهو يرى الثقافه عبارة عن سلوكيات مكتسبة خاصة بجماعة معينة.

2-الاتجاه التجريدي:

عولمة الثقافة

فيرى أنها مجموعة أفكار متجردة من الواقع المحسوس الذي يشمل السلوكيات المكتسبة الخاصة. هي مفهوم سوسيولوجي ويشمل البعد الأنثروبولوجي، ومن هذا المنظور فهي الحاضر وهي المستقبل في تاريخ أي مجتمع أو أمة. تحدد الثقافه بتسعة نظم، التربوية والأسرية والأخلاقية والدينية واللغوية والجمالية والقانونية والاقتصادية والسياسية. يتم اكتساب هذه الأنماط من قبل الأفراد عن طريق التنشئة الاجتماعية.

يبرز هنا سؤال مهم، هل يمكن عولمة ثقافة المجتمعات؟

بحسب ما ورد في مطبوعة الفرد والثقافه نجد أنها غير قابلة للعولمة بأي شكل من أشكال العولمة، سواء العولمة ببسط هيمنة بعض الثقافات على أخرى، أو بإلغاء أو دمج أو طمس الثقافة كاملة، أو بعض من مجالاتها.

عولمة الثقافة

لطالما كانت الثقافه محط لاهتمام علماء الأنثروبولوجيا، الذين درسوا المجتمعات البدائية، واليوم نجد علماء الاجتماع يعكفون على ذلك مكملين ما توصل إليه من سبقهم، بصدد التعرف على الفرد، والجماعة، والمجتمع، والقدرة على التمييز بينهم.

تعليق 1
  1. A.A.H يقول

    بحسب ما ورد في مطبوعة الفرد والثقافة نجد أنها غير قابلة للعولمة بأي شكل من أشكال العولمة، سواء العولمة ببسط هيمنة بعض الثقافات على أخرى، أو بإلغاء أو دمج أو طمس الثقافة كاملة، أو بعض من مجالاتها.
    هل يعني هنا أن الثقافة اممية محصورة ؟
    نعم لا يمكن تطبيع مجتمع بطباع مجتمع أخر و كسوته بهويته الثقافية لكن تغير الثقافي حتميا لا بد منه

التعليقات مغلقة.