الادمان على المخدرات وأثره على الوسط الأسري

12

يعتبر موضوع الادمان و الانجراف والجنوح من المواضيع المثيرة للاهتمام لدى كل الباحثين في علوم المجتمع، ويجتهد الباحثون في محاولة تفسير وفهم هذه الظاهرة لدى الإنسان وكل حسب مجال تخصصه العلمي، ومن أهم المجالات العلمية التي تناولت موضوع الانحراف في السلوك هي: علم النفس، الطب، علم الاجتماع والقانون.

علم النفس والادمان

ومن وجهة نظر علم النفس يعتبر الانحراف السلوكي حالة تعبيرية عن ضعف الشخصية والتي تظهر تجلياتها على شكل شذوذ عن الطرق القويمة. تركز هذه الدراسة على الادمان في تعاطي المخدرات لدى فئات سنية مختلفة وأهمها المراهقين والأطفال، لمحاولة فهم أسباب هذه الآفة التي تعد معول هدم في المجتمع، وتحديد الطرق والأساليب الناجعة لمعالجتها. إنّ ظاهرة الإدمان على المخدرات أصبحت تأخذ منحى متصاعد وتنتشر أكثر فأكثر، وهي ظاهرة قديمة حديثة، ولكي نطلع على الموضوع أكثر وجب علينا تعريف المخدرات لنستطيع تمييزها عن المواد الأخرى، فالمخدرات هي: أي مادة طبيعية كانت أو مصنعة والتي يسبب دخولها للجسم تغيراً في الحالة النفسية والجسدية للإنسان.

 

قديماً كان الإنسان يستعمل بعض النباتات الطبيعية المخدرة للتخفيف من آلامه، أما حالياً يتم تصنيعها والمتاجرة بها، فتستعمل أحياناً في المجال الطبي لغايات علاجية ويستعملها البعض الآخر لتغيير حالته النفسية لكنها تدخله في دوامة الإدمان، ويرجع الباحثون ذلك لعوامل شخصية وظروف اجتماعية تصاحب عملية الإدمان، أما عن الجانب العلاجي للشخص المدمن فهو يتطلب إيداعه في عيادات ومراكز طبية خاصة، حيث أنّ نوعية العلاج ومدته تختلف حسب نوع العقار وشدة الإدمان، فإذا كان الإدمان قوياً يستدعي التدخل لمنع الوفاة بسبب التسمم الإدماني ، أما إذا كان خفيفاً فله علاج بسيط وإقناع المدمن بالضرر ليعتزله.

تلعب الأسرة دور كبير في حماية الفرد من الانزلاق نحو الإدمان وللجو الأسري الأثر الأكبر بذلك، كما أنّ حرمان الطفل من حب واهتمام الوالدين وتأثره بجو الأسرة الذي يحتوي على الشجار وعدم التفاهم وانخفاض المستوى المادي والمعيشي، كل تلك العوامل تؤدي لانحرافه.

  • المخدرات والعقاقير

ظاهرة تعاطي المخدرات مشكلة  قديمة تاريخية، وكل المجتمعات كانت تنبذها وتنبه لخطرها، وكان الخمر أكثر المخدرات شيوعاً وتم تحريمه في الكثير من النصوص الدينية والأعراف الاجتماعية، ففي الإسلام محرمة في القرآن والسنة والإجماع والقياس[1].

تختلف المخدرات اليوم عن شكلها سابقا فأصبحت تضم اليوم مواد طبيعية كيميائية تسبب للإنسان حالة من الاسترخاء، ولها فاعلية في النوم وتسكين الآلام والشعور بالانتشاء. أصبحت المخدرات اليوم مشكلة عالمية فقد لوحظ الإقبال على المهدئات النفسية في كل العالم كما انها تستهدف كل طبقات المجتمع، ولها علاقة بالسلوكيات العنيفة والإجرام. وفي دولنا العربية المشكلة كبيرة لأنها تعد من الدول المنتجة للمخدرات كلبنان والسودان ومستهلكة لها كالسعودية ومصر ودول عبور كسوريا والأردن.

أنواع المخدرات[2]

علاج الادمان
انواع المخدرات
  1. مخدرات طبيعية: تستعمل كما هي في الطبيعة.
  2. مخدرات مصنعة: تصنع في المختبرات وتقسم حسب لونها لقسمين: قاتمة وبيضاء.
  • طبيعة الادمان على المخدرات

تعريف الادمان

حالة من الانقياد لعقار طبيعي أو تركيبي تؤدي إلى حالة ملحة وتعلق نفسي وجسمي فيها.

أسباب الادمان

علاج الادمان

يعاني الفرد من مجموعة من الصعاب في حياته والتي تغير مجراها من اتجاه لآخر، تختلف عندها ردة فعل الإنسان تجاه مشكلاته فهناك من يتجه للمخدرات للهروب من واقعه والبحث عن مفر وهمي [3]لتجاوزها، وهناك عوامل أخرى كالمعاناة من امراض نفسية وجسدية وعوامل متعلقة بالجو الأسري الغير طبيعي [4]والحالة الاقتصادية السيئة.

علاج الادمان:

  1. عن طريق حظر المخدر: يتم ذلك عن طريق خفض الجرعة المخدرة بشكل تدريجي
  2. العلاج بالتنويم: يتم بإعطاء المدمن عقاقير منومة لمدة أسبوع
  3. العلاج بأدوية الاكتئاب: إعطاء المدمن ادوية مضادة للاكتئاب تزيد ثقته بنفسه
  4. العلاج بالصدمات الكهربائية: تستعمل لتخفيف الأعراض الجانبية لتوقف العقار كالقلق واليأس

هذا بما يخص العلاج الطبي، وكذلك عن طريق العلاج النفسي وذلك عن باستعمال تقنيات علم النفس ليخرج المدمن من حالته النفسية.

  • الأسرة والتنشئة الاجتماعية والمراهقة

تعرف الأسرة بانها الجماعة الأولى التي ينتمي إليها الطفل ويقع تحت تأثيرها ويستمع لتوجيهات أفرادها ونصحهم.

وظيفة الأسرة:

يمكن اختصارها بتربية الطفل ورعايته في المؤسسات التعليمية وتامين حاجياته، وتلقين الطفل وإكسابه القيم والنماذج السلوكية التي سيبدو عليها الطفل عندما يكبر[5]، واظهرت دراسات أن معظم السلوكيات المنحرفة لها جذور من أيام الطفولة.

المراهقة:

تعد المراهقة أهم مراحل التحول في حياة الإنسان وتعرف بأنها: الفترة العمرية التي يمر بها كل انسان ويتعرض لتحولات تمس نموه الجسمي والعقلي والاجتماعي. يعد النمو الجسدي والجنسي أبرز سمات هذه المرحلة [6]

مشاكل المراهقة:

توجد الكثير من المشاكلة التي تصادف المراهقين لكن أكثرها شيوعاً: عدم الثقة بالنفس، القلق، وسلوكيات كالسرقة والتدخين والإدمان [7]

  • الوسط الأسري وانحراف المراهقين كالادمان مثلا:

توجد العديد من السلوكيات في الأسرة التي تسبب انحراف الأطفال واتجاههم نحو الإدمان، نذكر منها التالي:

  1. السلوك الاستبدادي وسوء معاملة الطفل.
  2. الحماية المفرطة والتدليل.
  3. التفرقة وعدم المساواة بين الأطفال.
  4. الإهمال والنبذ.
  5. تفكك الأسرة الناتج عن الطلاق أو فقد أحد الوالدين أوكليهما بالوفاة أو السجن.
  6. العنف بين الوالدين.

  • نصائح للوالدين:

  • التركيز على دور الأسرة كوسط سليم، والحيلولة دون كونها أحد أسباب جنوح الأبناء للإدمان.
  • الاطلاع على أسباب الادمان في المجتمعات.
  • الانتباه للادمان من الأنواع الأخرة كالادمان على الانترنت
  • التوسع للوسط المحيط بالأبناء تجنباً لرقاق السوء.
  • فهم جذر المشكلة في حال حصولها والعمل على حلِّها.
  • عرض نماذج العلاج الطبي والنفسي وطلب الاستشارة الطبية دون تردد في حال حدوث المشكلة دون الاهتمام بالنظرة المجتمعية، فالمدمن يحتاج العلاج وليس النظرة المجتمعية.

المراجع:

[1] عبد اللطيف، رشاد أحمد، الآثار الاجتماعية لتعاطي المخدرات وسبل الوقاية والعلاج، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية،1999، ص98.
[2] العيسوي، عبد الرحمن، الجريمة والشذوذ، منشورات الحلبي القومية، لبنان، الطبعة الثانية، 2004، ص200.
[3] النابلسي، محمد أحمد، الثقافة النفسية، دار النهضة العربية، بيروت،1991، ص95.
[4] الحنفي، عبد المنعم، موسوعة علم النفس، مكتبة مدبولي، القاهرة، الطبعة الثانية، بلا تاريخ، ص519.
[5] أحمد، سهير كامل، مدخل إلى علم النفس، مركز الإسكندرية للكتاب، القاهرة، الطبعة الثانية، 2002، ص250.
[6] نور، عصام، سيكولوجية المراهقة، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، 2004، ص20.
[7] العيسوي، عبد الرحمن، سيكولوجية الإدمان وعلاجه، دار النهضة العربية، بيروت، 1993، ص65.

التعليقات مغلقة.