المراهقة عند الذكور والإناث

99

فترة المراهقة

تعد المراهقة واحدة من أكثر أطوار حياة الانسان أهميةً، فهي إيذان بمولد جديد له، حيث ينتقل في هذا الطور من مرحلة الطفولة ليعبر لسن الرشد، ويصاحب هذا العبور تغيرات فيزيولوجية ونفسية وعقلية واجتماعية، وهذه التغيرات تجعل الإنسان يمر بفترة حرجة ومفصلية في حياته، وتكون هي الأساس لمراحل عمر الإنسان والمتبقية من حياته.

تعريف المراهقة:

تُعرف المراهقة بأنها فترة نمو تبدأ بالبلوغ حيث يتحقق النضج الجنسي، ونهايتها الرشد حيث يتحقق النضج الاجتماعي والانفعالي، ولكن وقت ذلك يختلف بصورة واضحة بين الأفراد تبعًا لعوامل الوراثة
والصحة والغذاء والمناخ، فقد يبدأ النضج الجنسي في العاشرة، وقد يتأخر حتى الخامسة عشرة[1].

سن المراهقة والتغيرات النفسية:

بما أن المراهقة هي فترة انتقالية في حياة الإنسان، فإن هذه الفترة يرافقها العديد من المشاكل التابعة للتغير الحاصل، وهذه المشاكل منها ما هو نفسي ومنها اجتماعي ومنها ما هو جسدي ومنها مشاكل تتعلق بالتحصيل العلمي للطالب، وسنستعرض في هذا البحث أهم تلك المشاكل كالتالي:

  1. المشكلات النفسية:

تتمثل بسلوكيات الخوف والرهاب التي يعاني منها المراهق بسبب احساسه بالتحور عن الوضع الذي كان عليه، والسرعة في الانتقال من طور لآخر ومن أبرزها[2]:

 

مشاكل المراهقة

  • المخاوف المدرسية: ويكون محور هذه المخاوف هو رُهاب المراهق من الفشل الدراسي، سواءً في إعداد الواجبات المنزلية، أو التسرب الدراسي والفشل في الامتحان وصراخ المعلمين وتأنيبهم له
  • المخاوف العائلية: كالخوف من حدوث المشاكل بين الأب والام ووصولهم للطلاق وتشتت الأسرة
  • الخوف من العوز المادي: فيخاف المراهق من ترك والده للعمل ووصول الأسرة لحالة من الفقر والتهجير وتكثر هذه المخاوف في أوساط الأسر ذات الدخل المحدود.
  • الخوف من القيام بالأفعال الخاطئة: وتتلخص بكون المراهق يشعر بتأنيب للضمير بشكل مبالغ فيه وسلبي على أي تجاوز أو فعل غير جيد يفعله ضمن مجتمع الأقران أو العائلة والأقارب
  1. المشكلات الاجتماعية:

تبدو قدرة المراهق/ المراهقة على تكوين علاقات اجتماعية مع الوسط المحيط هي التحدي الأبرز في وقت المراهقة، فمن الممكن ان يكون الخجل عامل أساسي في جعل المراهق يبدو انطوائياً ويعرف الخجل بأنه: “أحد الحالات الانفعالية التي قد تصاحب الخوف عندما يخشى الفرد الموقف الراهن المحيط به، ويعزى ذلك الانطواء بشكل أساسي بسبب خجل المراهقين من نظرة المجتمع لهم بسبب التغيرات التي تطرأ على جسدهم[3].

ولأن الأسرة هي المجتمع الأكثر قرباً من المراهق، فإن علاقته مع الأسرة تأخذ منحى معقد ودقيق جداً لكون المراهق يشعر عند الوصول لسن المراهقة بنوع من عدم الرضا مجهول المصدر، فيميل المراهق لمحاولة عصيان أوامر الوالدين بهدف المكابرة فقط، ومن أكثر أسباب مشاكل المراهقين مع أسرهم[4] هي:

 

  • تندّر المراهق من وضع أسرته ورغبته لو كانت أسرته أفضل من ذلك.
  • عدم رغبة المراهقين في مناقشة ذويهم عن المشاكل التي يتعرضون لها.
  • شعور المراهقين بان وجود الوالدين هو الذي يحد من حريتهم المنشودة.
  • عدم رضا المراهقين عن المستوى المادي للأسرة.
  • شعور المراهقين بعدم رضا ذويهم عن بعض صداقاتهم مع الأقران.
  1. المشاكل الجسدية:

لعل أهم أثر واضح على الانتقال من مرحلة الطفولة لمرحلة المراهقة هو البلوغ الجنسي عند المراهقين والمراهقات، فتظهر على كلا الجنسين تغيرات جسمانية يرجع سببها لنشاط الغدد الصماء في الجسم، والتي تؤدي لنمو في أعضاء في الجسم معينة وظهور تغيرات علامات النضج، وبسبب هذا التغير الواضح تنشأ العديد من المشكلات الجسدية مع المراهقين والمراهقات، ولعل أكثرها شيوعاً[5] هو:

 

  • نفور المراهق من الشكل الجديد لجسده ورغبته للعودة إلى ما كان عليه
  • الخوف من نظرة المجتمع له بعد التغيرات الجسدية التي أصابته
  • الشعور بالحرج لعدم القدرة على تفسير تلك التغيرات
  • الانطوائية وعدم الرغبة في التحدث عن تلك التغيرات باستثناء أمام عدد قليل جداً من الأقران.

 

  1. المشاكل التعليمية:

 

فترة المراهقة

لعل الظاهرة الأبرز والتي يشترك فيها المراهقون حول العالم هي ظاهرة التأخر الدراسي، ويعرف التأخر الدراسي بأنه التحصيل العلمي دون المستوى الاعتيادي، ومن أكثر المشاكل التي تواجهها الأسر مع المراهقين من أبنائها هي ظاهرة التأخر الدراسي بشكل جزئي يشتمل على بعض المواد التعليمية أو بشكل كلي يتمثل بالتسرب الدراسي، ولعل من أهم مظاهر التأخر الدراسي[6] عند المراهقين:

 

  • الرسوب في مادة بعينها أو أكثر مرات عديدة.
  • نبذ المدرسة ومحاولة الهروب منها أو عدم الذهاب إليها تحت عدة ذرائع.
  • الخجل في الفصل الدراسي وعدم المشاركة في الأنشطة.
  • العدوانية تجاه الأقران والمعلمين.
  • التمرد على النظام المدرسي.

الخُلاصة:

إن عبور مرحلة المراهقة بنمط من التوافق الأسري في العائلة والذي يعطي للمراهق جو من الطمأنينة والاستقرار سيؤدي لنشوئه _غالباً_ نشأة نفسية سوية تستمر تأثيراتها لباقي مراحل حياته، وكذلك فإن ظهور المشكلات الكثيرة غير الاعتيادية في حياة المراهق سيؤدي غالباً إلى الحد من أفقه النفسي، وتحجيمه اجتماعياً من خلال كبت علاقاته الاجتماعية مع الوسط المحيط كالأسرة ومجتمع الأقارب والأقران وتقليل أنشطته، ويحوله لشخص عدواني، أو تنعكس سلباً على تحصيله العلمي، وهنا يجب ملاحظة أن التغيرات الفيزيولوجية التي تصيب الانسان من ناحية النمو الجسماني السريع، وتنشط إفراز الغدد  الصماء لديه تكون برتم أسرع من تطور المدارك النفسية لدى المراهق، أي أنه لا يوجد تناسب طردي بين النمو الجسدي والنمو النفسي، وهو ما يؤدي لظهور العديد من المشاكل والاضطرابات النفسية لدى المراهقين.

 

مشكلات المراهقه

لذلك نقول أن فترة المراهقة فترة حساسة وتتطلب أن يكون المجتمع المحيط بالمراهق على درجة كبيرة من الوعي و الصبر، وذلك لتفهم الحالة الجديدة التي تطرأ عليه كي يتم مساعدته على عبورها والتغلب على الصعوبات الموجودة فيها.

التعليقات مغلقة.