تعدد الزوجات وأثره على الأسرة

293

تعريف تعدد الزوجات

سنعرج هنا على مفهوم التعدد وتعريفه من خلال ارثنا الديني والثقافي الإسلامي، وهو كالتالي: جمع الرجل بين أكثر من زوجة، ولا يتجاوز الأربع زوجات في وقت واحد حسب عقد متفق على تفاصيله مسبقاً.

تاريخ تعدد الزوجات

التعدد في الزوجات له جذور ضاربة في التاريخ والموروثات الدينية المسيحية بطوائفها التقليدية كافة وكذلك في اليهودية فالتعدد هو أمر شائع، بل إنَّ الزواج هو فرض على كل إسرائيلي، لكن التعدد في اليهودية ليس له حد يتوقف عنده.

التعدد في الإسلام

تسمح قواعد وحدود الشريعة الإسلامية للرجل بأن يتزوج العديد من النساء _ على ألا يزيد عددهم علة أربعة_ وتتم هذه الممارسة وفق عقد وقواعد معينة تقوم في أساسها على قدرة الرجل المادية والجسدية على إيفاء حقوق زوجاته كما أنها مرتبطة بعامل أساسي وهو العدل وذلك كما ورد في النص القرآني صراحةً.

الآثار النفسية السلبية المحتملة في الأسرة من تعدد الزوجات

لسنا هنا في وارد مناقشة مشروعية التعدد  من عدمه، فلا قول يعلو على قول الله تعالى جل جلاله لدينا كأمة مسلمة تتمثل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة كمنهج حياة في جميع تعاملاتها، لكننا في صدد الإضاءة على سلبيات التعدد المحتملة الوقوع لهذه الظاهرة الاجتماعية، سواء على أفراد الأسرة بشكل عام، وعلى الزوجة والأبناء بشكل خاص، وخصوصاً أن التعدد في الزوجات لا يمس الزوج والزوجة فقط بل يتعداهما ليكون له آثار كبيرة على الأبناء والمجتمع عموماً.

تأثير التعدد على الزوجة ضمن الأسرة

كان للدراسات التي اهتمت بالآثار النفسية التي تتعرض لها المرأة نتيجة ظاهرة التعدد فضلاً كبيراً ليعطينا تصور عن السلبيات المحتملة لهذه الظاهرة، وقد قالت العديد من تلك الدراسات أن لهذه الظاهرة تأثير نفسي سلبي على المرأة ” الزوجة” فمن حيث رد فعلها الذي يكون عصبياً ويبدأ بالتفاعل مع الموضوع عن طريق المقاومة والاعتراض، ويمكن عند حدوث الأمر أن تصاب ببعض الاضطرابات النفسية كالقلق، وتكون ردأت فعلها تجاه الوسط المحيط عصبية، ويغلب على نمط حياتها التوتر، وحدوث اضطرابات في العلاقة مما بين الرجل وزوجته نتيجة تعديده، والتي ستنعكس سلباً على الأبناء.

تأثير التعدد على الأبناء ضمن الأسرة

 

تعدد الزوجات

إن تعدد الزوجات هو عبارة عن تحول  الأسرة  الواحدة للعديد من الأسر، وفي حال عدو وجود انسجام فكري ما بين هذه الأسر المتعددة والتي تتأثر تأثراً واضحاً بسلوكيات الأب تجاه زوجاته وأبنائه من زوجاته المتعددات فإن هذا الأمر سيخلق جواً من الشحنة والبغضاء بين الأبناء من أمهاتهم المتعددات.

كذلك يتأثر الأبناء بالجو الاجتماعي القائم على النقاشات الحادة والمستعرة_ في حال وجودها_  بين الأب والام وهو ما يؤدي بشعور الأبناء بعدم الاستقرار والأمان الأُسري وهذا الأمر سيجعله يخرج من نطاق الأسرة للبحث عن الأمان بمكان آخر، فهو أساساً لا يعلم ماهي الأسباب المنطقية لهذه الإشكاليات كما أنه لم يبلغ عقلياً بشكل كامل ليستطيع محاكاتها منطقياً، فيجنح الابن نحو الانعزالية أو العنف كردة فعل منه على ما يقاسيه في جوّه الأسري مما يتسبب بالضرورة بتقصيره في تحصيله العلمي وتسربهم مدرسياً وشعورهم بالدونية بين الأقران.

تعدد الزوجات وتماسك الأسرة

في دراسة ميدانية أجرتها الباحثة الجزائرية ” فيروز بن علو”، وهدفت الدراسة إلى محاولة تناول ظاهرة التعدد  من الناحية النفسية والاجتماعية، ومحاولة معرفة مدى تقبل الزوجة الأولى للزوجة الثانية من خلال قياس مستوى التماسك الأسري لديها، كما هدفت إلى معرفة التماسك الأسري لدى الزوج والزوجة الأولى في الأسر متعددة الزوجات، وتم اختيار عينة الدراسة بطريقة مقصودة، وتوصلت الدراسة إلى أن الزوجات والأزواج الذين يتعايشون مع ظاهرة تعدد الزوجات لديهم مستوى تماسك أسري متوسط، وهي نتيجة تعكس استجابة العينة حسب ما يرغبه المجتمع، كما دلت على أن متغير الجنس ليس له أثر على مستويات التماسك الأسري

نصائح للتماسك الأسري

 

تعدد الزوجات

  1. تفاهم الزوجين هو عامل أساسي في استقرار العلاقات الأسرية.
  2. العلاقات الأسرية السليمة تعد القالب الأساسي الذي يحدد شكل السلوك النفسي للأبناء.
  3. بالرغم من شرعية تعدد الزوجات، مازالت نتائجه على الأسرة والأبناء تحمل طابعاً سلبياً أكثر من إيجابية.

نصائح للشباب المقبلين على الزواج

 

تعدد الزوجات

  1. الاختيار الجيد في الزواج فهو سيكون المسؤول على النسبة الكبرى في موضوع التوافق الأسري مستقبلاً.
  2. الاتفاق بين الوالدين على تسيير شؤون الأسرة وخصوصاً الأبناء بمعزل عن الخلافات المستجدة.
  3. زيارة المراكز الاجتماعية وطلب المشورة من المختصين بشكل دوري.

 

التعليقات مغلقة.