الخلايا الجذعية؛ 3 اكتشافات واعدة

5

الخلايا الجذعية(stem cells) هذا المصطلح الي لا يكاد يغيب  عن معظمنا أهميته،  وما أحدثته من تغيرات جذرية في عالم الطب و الهندسة الوراثية والجراحة الجينية، نظراً لما تتميز به هذه الخلايا من صفات لا توجد في غيرها من الخلايا، كالقدرة على تجديد نفسها باستمرار، إلى جانب انتقالها من خلية غير متخصصة إلى خلية متخصصة قادرة على تعويض جزء مستأصل من عضو تعرض لجراحة ما، أو تجديد نسيج مشوه، أو حتى إنتاج بعض الهرمونات نتيجة لمعالجتها قبل مرحلة التخصص الوظيفي للخلية الجذعية، فهناك أمل في تصنيع ومن ثم حقن الخلايا المنتجة لهرمون الأنسولين في بنكرياس المريض غير القادر على إنتاجه، وقد ذكر المؤلف د. موسى الخلف في كتابه العصر الجينومي، في الفصل الثامن (خلايا المنشأ وطب المستقبل): “من أهم الأمراض المتوقع علاجها أمراض باركنسون، والسكر، وأمراض العضلة القلبية التي تسبب الذبحة الصدرية”.

زراعة الخلايا الجذعية

بعد استئصال الكبد، هل يعود إلى حجمه الطبيعي؟

أحد أهم الاكتشافات التي توصل إليها الباحثون في هذا المجال هو اكتشاف وجود خلايا جذعية خاصة بكل عضو من أعضاء جسم الإنسان، وتوقعوا أنها هي التي تجدد وتعوض أي نقص يطرأ على العضو بسبب موت الخلايا فيه. قال أحد المستمعين لمحاضرة ألقاها دكتور وأستاذ جراحة في كلية الطب، حيث كان يخبرهم بعملية استئصال للكبد نصفه، أو أكثر بقليل، وأنه قد تبين له من خلال المتابعة عودة الكبد إلى حجمه الطبيعي بعد أسابيع قليلة، ويعيد الأطباء الفضل في ذلك إلى خلايا المنشأ. سؤال يطفو هنا: كيف علمت الخلايا الجذعية في ذلك العضو بالاستئصال؟ الجواب متعلق بكيفية تواصل تلك الخلايا فيما بينها.

اقرأ أيضاً: الهندسة الوراثية والأخلاق

آخر أبحاث الخلايا الجذعية

يأتي الاكتشاف الآخر ليلغي الاعتقاد الخاطئ الذي كان يقول أن خلايا الدماغ عندما تموت لا يمكن تعويضها بأي شكل كان. برهن العلماء على وجود خلايا جذعية في الدماغ كما توجد في أي نسيج آخر الجسم، ومهمتها تعويض الخلايا التي يفقدها الدماغ. وعلى هذا فكل أنسجة الجسم تحتوي خلايا جذعية تحافظ على استمرار تجددها إلى أن تظهر الحاجة إليها تبدأ تتحول إلى كل أشكال الخلايا المتواجدة في ذلك النسيج، والتي تشكله. فعند تعرض الإنسان لحالة نزف نجد خلايا نقي العظام الجذعية قادرة على توليد كل خلايا الدم التي يفقدها، وخلايا الجلد الجذعية تعوض ما يفقد عند الاحتراق أو التعرض لجرح، وخلايا الكبد الجذعية تعطي كل أنواع خلاياه عند الحاجة لذلك.

الخلايا الجذعية stem cells
الخلايا الجذعية stem cells

 

سؤال عبقري يُلح الآن: هل يمكن تحويل خلايا المنشأ الموجودة في نسيج ما إلى خلايا نسيج آخر لا يشبه الذي كانت تنتمي إليه؟

في سنة ١٩٩٩، تقدم البحث للإجابة عن هذا السؤال، وكان التقدم مذهلاً حيث تمكن الباحثون آنذاك من تحويل الخلايا الجذعية الموجودة في نسيج، والتي يفترض أنها ستعطي خلايا نسيجها نفسه عندما تتطور، لكن بدلاً من ذلك، وبعد التجربة أعطت خلايا من نسيج آخر لا تنتمي إلى الأول ولا تشبهه.

قد يهمك: الخلية الحية في جسم الإنسان

هل يوجد مثال على ذلك؟

بالطبع، فأبرز الأمثلة هنا هو خلايا نقي العظام التي يفترض أنها تعطي خلايا الدم بأنواعها، حُرّضت من قبل العلماء بتغيير برمجة جيناتها، فكانت النتيجة خلايا عصبية (من خلايا الدماغ)

 

علاقة التوائم الحقيقة بالخلايا الجذعية؟

الخلايا الجذعية stem cells
الخلايا الجذعية stem cells

للخلايا الجذعية أنواع عديدة ( انظر  الأنواع ) (تحت كلمة الأنواع رابط مقال الخلايا الجذعية| خلايا المنشأ ومستقبل الطب). أحد أهم مصادر الخلايا الجذعية كانت الخلايا الناتجة بعد سويعات من تلقيح البويضة وقبل تكون ال Blastocyst، هذه هي خلايا ال Totipotent embryonic stem cells، أو كما يتم تعريبها خلايا البداءة الأصل كاملة القدرات. كل خلية من هذه الخلايا لها القدرة (بما تمتلكه من برمجة في جيناتها) على التطور لتكون جنيناً كاملاً.

لنتخيل، أن جنيناً مكون من خمس عشرة خلية يمكن أن تُؤخذ كل خلية من خلاياه لتطور وتعطي خمسة عشر كائناً بشرياً متطابقاً بالمادة الوراثية. لو تم فصل الخلايا وعزلها ستتاح الفرصة لكل خلية لتنمو بمفردها وتنتج كائناً بشرياً كاملاً.

في الحقيقة هذا تماماً ما يحدث في التوائم المطابقة أو الحقيقة، إلا أن الانفصال يكون في المراحل الأولى والمبكرة جداً، عندما يكون الجنين مكون من خليتين فقط.

التعليقات مغلقة.