الأسرة والاستقرار الأسري

468

تعريف الأسرة

لغة: تأتي كلمة الأسرة من المصدر الثلاثي ” أسر” وهذه الكلمة توحي بالإحاطة والعبء الملقى على كاهل الإنسان.

وجاء في تعريف ابن منظور للأسرة بأنها: الدرع الحصين الذي يحتمي بها الإنسان عند الحاجة لها ويتقوى بها.

ويمكننا أن نعرف  الأسرة  حسب مفهومها الاجتماعي بأنها: رابطة اجتماعية دائمة، تتكون من رجل وامرأة متزوجان مع أطفال أو بدون أطفال، أو زوج بمفرده مع أطفاله، أو زوجة بمفردها مع أطفالها، ويمكن أن تكون الأسرة أكثر شمولاً من ذلك فتشمل أفراداً آخرين كالأجداد والأحفاد وبعض الأقارب، شرط أن يكونوا مشتركين في معيشة واحدة مع الزوج والزوجة والأطفال.

الاستقرار الأُسري

 

الاستقرار الأسري والأسرة
الأسرة المستقرة ناجحة

يمكننا تعريف الاستقرار الأسري بأنه الروابط الأسرية الناجحة والتي بدورها قائمة على التفاعل المستمر بين أعضاء المجتمع الأسري جميعاً والتي تمهد للأطفال الحياة الاجتماعية والثقافية والعَقدية اللازمة لتلبية احتياجاتهم في مرحلة النمو المختلفة، وتتصف هذه العلاقة بالتعاضد والتعاون والود بين أفراد الأسرة في تسيير شؤونهم، مما يُعضّد علاقاتهم المشتركة ويخلق جو من الترابط داخل هذا المجتمع المصغّر المسمى الأسرة.

وبناءً على تعريفنا أعلاه يمكننا استخلاص تعريفاً آخر أكثر خصوصية للاستقرار الأسري، ونعتمد فيه على العلاقة ما بين الركيزتين الأساسيتين اللتان تشكلان الأسرة ألا وهما الزوج والزوجة، فنقول أن الاستقرار الأسري هو تلك العلاقة الجيدة التي تقوم على الاحترام والمحبة المتبادلة ما بين الزوج والزوجة، والتي تنعكس بدورها على استقرار الأسرة وتساعد كل منهما على القيام بمسؤولياته ولعب أدواره المنوطة به تجاه الأبناء الذين يشكلون القسم الأكثر تأثراً نفسياً بسلامة هذه العلاقة الزوجية.

لا يختلف اثنان من المتخصصين بمجال دراستنا هذا على أنَّ مرحلة الطفولة هي المرحلة الأكثر تأثيراً في حياة الإنسان ففيها تتحدد هوية الابن النفسية، كما أنه سيتشكل منها ذلك الإنسان الذي يتعامل مع المجتمع لبقية حياته، وسيترسخ فيه الكثير من مخزونه العاطفي والحسي والذي سيواجه به مجتمعه، وعليه فإنه سيتأثر تأثراً مباشراً بتلك العلاقة التي تربط الوالدين فيما بينهما، فنفسية الطفل هي المرآة التي تنعكس عليها العلاقة ما بين الأب والأم.

مميزات وصفات الاستقرار الأسري

 

أنواع الأسرة

لأن الاستقرار الأسري هو العامل الأهم في بناء شخصية الأبناء، والذي بوجوده سوف ينمو الأبناء بجو نفسي سوي ويساعد على عدم توريثهم علل نفسية ناجمة عن العلاقات الأسرية غير الطبيعية، فمثلاً الأسرة التي يسود بين الوالدين فيها العنف ستخرج للمجتمع أطفالاً عنيفين أو خائفين ومنطوين بل يكون الموضوع في بعض الحالات أشدّ وطأة فيصل ليكون بعض الأبناء منعزلين بشكل كامل ويصابون بمرض الاكتئاب الحاد والذي ينحى بهم مناحي شاذّة كاللجوء لتعاطي المخدرات والإجرام، وعليه يمكننا أن نحدد الصفات التي تميِّز لنا الأُسر المستقرة بعلاقتها كالتالي:

  1. تفاهم الوالدين على الواجبات المنوطة بكل منهما تجاه بعضهما واتجاه الأبناء وعمل نوع من التقاطع بين هذه الأدوار.
  2. عمل مقارنة دائمة ما بين نتائج عملهما والتوقعات المرجوة من هذا العمل للوصول لتحسين سويته.
  3. الاتفاق المسبق على تأدية واجباتهما تجاه الأسرة وعدم ربطها بالخلافات التي يمكن أن تحدث لاحقاً.
  4. ضمان جو من الديمقراطية الأسرية بحيث يستطيع الأبناء التعبير عن مكنوناتهم للوالدين.
  5. نبذ سياسة العنف الأسري والتي من الممكن في حال وجودها أن تعمل سد منيع ما بين الأبناء والوالدين.
  6. وضع منهج متفق عليه ما بين الأب والأم من حيث تسيير علاقاتهم الاجتماعية مع الوسط المحيط والذي يشتمل على الأقارب والأصدقاء.
  7. محاولة الربح دوماً في المعارك التي تعصف بالأسرة سواءً كانت داخلية أو خارجية، ومادية كانت أو معنوية.

مقومات الأسرة

يمكننا أن نسوق أهم العوامل التي من الممكن أن تقوم عليها الاسرة كالتالي:

  1. الاسرة هي اللبنة الأساسية التي يتكون منها المجتمع وتعتبر أكثر مظاهر المجتمع انتشاراً، فلا وجود للمجتمع أساساً دون وجود أسر مستقرة اجتماعياً.
  2. الركائز الأساسية التي تتشكل عليها الاسرة السليمة هي تلك التي يقرها الدين والعُرف الاجتماعي، وذلك لكونها الخيط الأساسي في نسيج المجتمع، والذي بدوره يحيط هذا الخيط بمجموعة من الخيوط كالأقارب والأصدقاء والذين يخضعون بدورهم لنفس العادات والأعراف.
  3. الاسرة هي السور الذي يؤطر تصرفات الأفراد المنضمين تحت لوائها حيث تمثل بكليتها على ميول أفرادها وخصوصاً كونها الحامل للعادات والتقاليد والإرث المجتمعي كاملاً.
  4. الاسرة من حيث كونها منهج اجتماعي تؤثر في البنى الاجتماعية الأخرى وتتأثر بها، وعليه فإنها يجب أن تعتمد سياسة الانتقائية في تعاملاتها مع الأوساط الأخرى والتي حتماً ستتأثر بها اجتماعياً ومادياً وأخلاقياً.
  5. الاسرة هي نظام اقتصادي مغلق قائم بحد ذاته، وهذا عامل وسمة أساسية فيها وله تأثير واضح جداً على سلوكيات الأبناء.
  6. الاسرة هي امتداد غريزي لدوافع الإنسان وطبيعته الآدمية كحب الحياة والبقاء والتكاثر واستمرار النوع.

الاسرة هي الأداة الأساسية لتحديد النمط الاجتماعي والطبقي لأبنائها، وهي العامل الفارق في تحديد الهوية الثقافية لهم والتي سوف تؤطرهم أنثروبولوجياً فيما بعد.

الأسر الغير مستقرة:

 

تعريف الأسرة

الاسرة التي يوجد خلل بالعلاقة فيها بين الزوج وزوجته، وهذا الخلل من شأنه أن يؤثر سلباً على قدرة الوالدين على القيام بواجباتهم تجاه بعضهم من جهة واتجاه الأبناء من جهة أخرى، مما يؤدي إلى التنافر بين أفرادها، ويؤثر سلباً على الهوية النفسية لأبنائهم مما يؤدي لعدم الرغبة في الإنجاز الحياتي، ويؤثر على تحصيلهم العلمي ويعيشون بلا هدف محدد

التعليقات مغلقة.