أهم رواد علم الاجتماع

2٬221

لماذا نتعرف على أهم رواد علم الاجتماع؟

يتميز علم الاجتماع بخصوصية تجعل له علو كعب كبير على باقي العلوم، فتواجد مجموعات بشرية متجانسة وغير متجانسة مع بعضها سيؤدي لظهور إشكاليات فيما بينها، ولأن هذه الإشكاليات قد تتطور لتكون حروب فناء، ومن هنا كان فهم مشكلات المجتمع ومعرفة دهاليزها هو السبيل الوحيد لحل تلك الجدليات، ولعب دور صمام الأمان مجتمعياً.

دأب البشر منذ بدايتهم على محاولة فهم مجتمعاتهم واحتياجاتها، وعمل هؤلاء الرجال على محاولة فهم تلك التداخلات المجتمعية وتصنيفها، وشكلوا نواة علم جديد يتصدر إلى يومنا هذا واجهات العلوم، فقد تداخل مع العلوم الفلسفية والاقتصادية والسياسية، وأصبح اليوم العمود الفقري لها. يعرَّف علم الاجتماع على أنه: “العلم الذي يقوم بدراسة المجتمعات ومؤسساتها، والعلاقات الاجتماعية والآليات والقوانين التي تحكم تغيرها وتطورها، فهو يقوم على الدراسة الموضوعية للظواهر الاجتماعية وتحليلها تحليلاً عميقاً علمياً بهدف معالجتها بطريقة مناسبة”(حسن، 2.14، ص3). غالبية المجتمعات المتنوعة حول العالم رفدت هذا العلم بالكثير من الرجال المبدعين فيه، وسنسلط الضوء هنا على أهم رواد علم الاجتماع من حيث حياتهم ومؤلفاتهم وأبرز الانتقادات التي جاءتهم من رجالات نفس العلم، وهم كالتالي:

  1. عبد الرحمن ابن خلدون:

اسمه ونسبه وحياته:

هو ولي الدين عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي، وقد نشأ ابن خلدون وكانت رياض العلم في مدينة تونس زاهية، وسوق الأدب نافقة، فاستظهر بالقرآن، وتلقَّى فن الأدب عن والده، ثم أقبل يجتني ثمار العلوم بشغف، ويتردَّدُ على مجالسة العلماء الراسخين: مثل قاضي القضاة محمد بن عبد السلام، والرئيس أبي محمد الحضرمي، والعلامة الآبلي. ولم يكد يستوفي سن العشرين حتى تجلت عبقريته، واستدعاه أبو محمد بن تافراكين المستبد وقتئذٍ إلى كتابة العلامة عن السلطان أبي إسحاق وهي: «الحمد لله والشكر لله» تكتب بالقلم الغليظ ما بين البسملة وما بعدها من مخاطبة أو مرسوم، وهذا مبدأ دخول ابن خلدون في حياته السياسية. (حسين، 2013م، ص21)

أهم مؤلفاته والأفكار التي قدمها لعلم الاجتماع:

تعتبر إنجازات ابن خلدون في علم الاجتماع عديدة، حيث كان أول من وضع أساسيات علم الاجتماع بشكلها الحديث، كما وصل في دراسته ومعرفته إلى كثير من الجوانب النظرية في علم الاجتماع، وسبق آراء ونظريات علماء كثر توصلوا إلى ما توصل إليه ابن خلدون لكن في وقت متأخر، وقام ببدء دراسته في علم الاجتماع من الإنسان الذي يعيش داخل مجتمع محدد، وقدم الكثير من المؤلفات الخاصة بعلم الاجتماع، منها مقدمة ابن خلدون الشهيرة، وكتاب العمران، وكتاب العمران البدوي، وكتاب الدولة والملك والخلافة، وكتاب العمران الحضري، وله كتاب الصنائع والكسب والمعاش. (عبد الجبار، 2009م، ص7)

أهم أفكار ابن خلدون في علم الاجتماع:

كان ابن خلدون يركز بشكل كبير على دراسة ظواهر العمران البشري، خاصةً فيما يتعلق بالتطور الاجتماعي، حيث رأى أن هذا التطور لا يتم عن محض صدفة، لكن له قوانين تحكمه وتفسره، ولذلك فقد رأى أن هناك ضرورة ملحة لدراسة هذه القوانين أو التوصل إليها، وهذا يفرض من وجهة نظرة دراسة المجتمع البشري في ذاته، وهذه الدراسة تشكل أيضاً موضوع علم مستقل هم علم الاجتماع، ومعنى ذلك أن وظيفة علم الاجتماع هير الكشف عن القوانين التي تحكم الظواهر الاجتماعية في حدوثها وتطورها وأدائها لوظائفها. (عثمان، 2009م، ص149)

أهم الانتقادات من رواد علم الاجتماع:

ادعى بعض علماء الاجتماع أن فكرة المجتمع عند ابن خلدون لم تكن واضحة، وهو ما جعله يرجع الكثير من الظواهر المؤثرة في المجتمع إلى عوامل بيولوجية، كما وجهت انتقادات لابن خلدون حول قانون التطور الذي اعتبر أنه ثابتاً، وهو قانون شبيه بقوانين الكائنات الحية في العلم الطبيعي، ومن هنا قيل أنه كان حسي النزعة، كما أن بعض علماء الاجتماع رأوا بأن ابن خلدون لم يحسن استغلال قواعده المنهجية، حيث اقتصر في دراسته لعلم الاجتماع من خلال الاعتماد على استقراء الأمم التي لاحظها فحسب، وهي شعوب العرب والبربر، خاصةً في شمال إفريقيا، واعتبروا أن ما كان يسود هذه الدويلات في زمنه لا يصلح للتعميم أو استخلاص قانون عام ثابت ينطبق على كافة المجتمعات الإنسانية. (حسين، 2013م، ص89)

  1. أوغست كونت:

حياته:

ولد أوغست كونت في 20 يناير من عام 1798م، وفق التقويم الثوري الذي تم استخدامه في فرنسا، وكان مولده في مدينة ، مونبلييه الفرنسية، وكان فيلسوفاً يُعتبر أيضاً من أهم رواد علم الاجتماع، ودراسة تطور ووظيفة المجتمع البشري، والوضعية ، وهي وسيلة لاستخدام الأدلة العلمية لتمييز أسباب السلوك البشري، يُعرف بصفته مؤسس علم الاجتماع والفلسفة الوضعية، إحدى فلسفات العلوم التي تستند إلى رأي يقول أنه في مجال العلوم الاجتماعية، كما في العلوم الطبيعية، المعرفة الحقيقية هي المعرفة والبيانات التي استُنتجت بالتجربة الحسية والمعالجات المنطقية والرياضية لهذه البيانات التي تعتمد على الظواهر الطبيعية الحسية وخصائصها والعلاقات بينها، إذ يمكن التحقق منها بالأبحاث والأدلة التجريبية. (كروسمان، 1989م، ص18)

أهم مؤلفاته والأفكار التي قدمها لعلم الاجتماع:

كرّس السنوات الاثنتي عشرة التالية لمؤلفاته الفلسفية في ستة مجلدات في عملٍ عنوانه “الفلسفة الوضعية لأوغست كونت”، وقام بتطوير نظاماً للفلسفة الإيجابية، ورأى أن العلم والتاريخ يتوجات في علم جديد للبشرية، والذي أعطى اسم علم الاجتماع، ورفض في أفكاره الدين والحكم وركز بدلاً من ذلك على دراسة المجتمع، وأسس مذهباً أطلق عليه علم الاجتماع، وقسّم الموضوع إلى فئتين، القوى التي تجمع المجتمع معاً وهي الإحصائيات الاجتماعية، وتلك التي تقود إلى التغيير الاجتماعي والمحصلة للديناميات الاجتماعية، وتلك الأفكار والأساليب العلمية ساهمت في تقديم الكثير لعلم الاجتماع. (العتوم، 2020م)

أهم الانتقادات التي وجهت له من قبل بعض علماء الاجتماع:

أشار كونت بشكل واضح إلى قواعد منهجية لها قيمة علمية، لكن أخذ عليه من قبل بعض علماء الاجتماع أنه لم يلتزم بهذه القواعد في دراسة موضوعات العلم، وأنه اتجه اتجاهات أخرى حيث وصل إلى قوانين فلسفية شخصية بدلاً من استخلاص قوانين من طبيعة الظواهر، كما واجه انتقادات تتعلق بصدق قانون الأطوار الثلاثة، حيث اعتبر نقاده أنه أقامه على أساس أن الإنسانية كل لا يتجزأ، كما أنه أرجع نمو الظواهر الاجتماعية إلى نمو التفكير، واعتبر نقاده أن المجتمعات في نموها تشهد كثيراً من العوامل التي تتفاعل آثارها وتحدد نتائجها، كما أن التطور في التفكير ليس  إلا مظهراً من مظاهر تطور المجتمع. (العتوم، 2020م)

  1. كارل ماركس:

حياته:

ولد كارل ماركس يوم 5 مايو/أيار 1818، في مدينة ترير التابعة يومئذ لمملكة بروسيا، الواقعة شرق ألمانيا حاليا، وهو الابن الثاني في أسرة ميسورة الحال تنتمي إلى الطبقة الوسطى، تلقى ماركس تعليمه الثانوي بمدينة ترير، وانتقل إلى بون عام 1835 لدراسة القانون، ثم إلى برلين في مارس 1836 لدراسة التاريخ والفلسفة بجامعة فريدريش فيلهلم، وشرع في إنجاز أطروحته للدكتوراه عام 1839 حول الفلسفة الإبيقورية، وعمل على دراسة جوانب الاختلاف بين الفيلسوفين ديموقريطس وإبيقور. وقد تخرج بدرجة الدكتوراه سنة 1841 من كلية الفلسفة بجامعة يينا، وهي من أعرق الجامعات الألمانية. (الخولي، 2017م، ص28)

أهم مؤلفاته والأفكار التي قدمها لعلم الاجتماع:

كتب ماركس العديد من المؤلفات، ويعد “رأس المال” أهمها، وفيه يعمد إلى نقد نظريات الاقتصاد السياسي السائدة قبله، وإلى دراسة النمط الرأسمالي في الإنتاج بشكل عميق بهدف اكتشاف القوانين الاقتصادية التي تحكم حركة المجتمع المعاصر، صاغ مفهوم المادية الجدلية انطلاقا من مفهومي الجدلية عند هيغل والمادية عند فيورباخ، ووظفه لكي يقدم تصورا ماديا للتاريخ الإنساني، وشرح مفهوم الاغتراب (الاستلاب) الاقتصادي، الذي يؤدي بدوره إلى اغتراب اجتماعي وسياسي للإنسان وفقا لأطروحته. (الخولي، 2017م، 33)

كما قدم مفهومه الخاص عن القيمة، والذي طوره انطلاقا من مفهوم القيمة عند الاقتصاديين الكلاسيكيين (سميث وريكاردو)، وأبدع مفهومي فائض القيمة وتراكم الرأسمال اللذين جعلاه يتنبأ بعدم قابلية النمط الاقتصادي الرأسمالي في الاستمرار، وحتمية تحول المجتمع الإنساني إلى النمط الاشتراكي في الإنتاج.

أهم الانتقادات التي وجهت له من قبل بعض علماء الاجتماع:

واجه كارل ماركس انتقادات من علماء الاجتماع، حيث تم نقد التعميم الخاطئ الذي أضفاه على جميع الأديان، حيث وصفها بأنها أفيون الشعوب، دون تفصيل أو تمييز بين الأديان، وكأن هناك دين واحد أو رؤية واحدة للدين، كما وجهت له انتقادات حول فكرة الوجود الأول وإنكاره لفكرة الفكر المطلق، حيث أكد أن المادة هي الوجود الأول، أما الأفكار فهي تجسيد لها، وجعل المادة تتطوير والأفكار تتبعها إلى حيث مكانها المتطور، أما المادية التاريخية فهي محصلة تطبيق المادية الجدلية على التاريخ، ومضمونها أنه داحل المجتمع الذي يتطور بتطور أسلوب الإنتاج، وحدوث التناقض بين أداوت الإنتاج وعلاقات الإنتاج، وتتشكل على صورة صراع طبقي بين الذين يعبرون عن الأولى والذين يعبرون عن الثانية. (خليل، 2015م، ص54)

  1. أميل دوركايم:

حياته:

ولد إميل في مدينة إبينال في فرنسا في تاريخ 15-4-1858م، وكان ينتمي لأسرة يهودية أرثوذسكية مُتدينة ومُتماسكة، فوالده مويس حاخام مدينة إبينال منذ ثلاثينيات القرن التاسع عشر، وجده أيضًا من الحاخامات، أما والدته فتدعى ميلاني وهي ابنة لتاجر، وقد اتبع إميل تقاليد الأسرة واتجه نحو الحاخامية في بداية نشأته، لكنه انفصل فيما بعد عن اليهودية بشكل قطعي.

أهم مؤلفاته والأفكار التي قدمها لعلم الاجتماع:

له عدة مؤلفات، منها كتاب تقسيم العمل في المجتمع، وكتاب قواعد المنهج في علم الاجتماع، وله كتاب الأشكال الأولية للحياة الدينية، يُعد من مؤسسي علم الاجتماع الحديث، إذ طور منهجية جديدة ركزت على عناصر الحياة الجماعية، أو الحقائق الاجتماعية المستقلة عن الفرد والقادرة على التأثير فيه، كما ساهم في نشر عدّة مؤلفات مؤثرة ومتنوعة المواضيع، وكان يهدف لاكتشاف طبيعة المجتمع قاصدًا في ذلك التوصل للقيم والمبادئ المجتمعية السليمة التي بناءً عليها يُفترض أن يقوم التعليم، وبذل أثناء مسيرته جهدًا كبيرًا في سبيل فصل علم الاجتماع عن مُختلف التخصصات الأخرى، خاصة الفلسفة فكان لها أثر كبير وبارز في العلوم الاجتماعية. (دراج، 2021م)

يُشير دوركايم إلى أن جميع عناصر المجتمع، بما فيها الدين والأخلاق، تمثل جزءاً من العامل الطبيعي، وبالتالي يمكن دراستها علمياً، وأن علم الاجتماع هو علم المؤسسات الذي يتصل بالطرق الجماعية للتفكير، والشعور، والتصرف، وأن أهم عناصره هو الطريقة الاجتماعية، مُضيفاً إلى أن علم الاجتماع يتألف من الحقائق الاجتماعية التي عرّفها بدوره في كتابه القواعد، مُشيراً إلى أنها تتكون من أساليب التعامل والشعور عند الفرد، والتي يتم استثمارها بقوة قسرية يمارسها الفرد والتي يتم بناءً عليها السيطرة عليه، وبالتالي فإن الحقائق الاجتماعية لها حقيقة موضوعية يمكن لعلماء الاجتماع دراستها بطريقة مشابهة لكيفية دراسة العلوم الأخرى كعلم الفيزياء والعالم المادي. (دراج، 2021م)

أهم الانتقادات التي وجهت له من قبل بعض علماء الاجتماع:

انتقد بعض علماء الاجتماع ما ورد في أفكار دور كايم في تفسيره للعلوم الاجتماعية، حيث لم ينشئ علماً لدراسة المجتمعات البدائية وتطورها على الرغم من أنه استقى من هذه المجتمعات الكثير من مادته العلمية، كذلك وجهت له انتقادات لما تم إغفاله من علوم متصلة بعلم الاجتماع منها علم الاجتماع السياسي والريفي والحضري والتربوي على الرغم من أهميتها.  (العتوم، 2020م)

  1. ماكس فيبر:

حياته:

هو ماكسيميليان كارل إميل فيبر، عالم ألماني الجنسية درس الأديان، السياسة والاقتصاد، ولد في 21 إبريل عام 1920م، من أب وأم المانيان، بمملكة بروسيا (جمهورية فايمار) وكان عالمًا في السياسة والاقتصاد، درس الحقوق والاقتصاد القومي والفلسفة والتاريخ في جامعة (فريدريش – فيلهيلم) والتي تسمى حاليا بجامعة (هومبولت) خلال الاعوام  (1882 -1886). (حمداوي، 2015م، ص9)

أهم مؤلفاته والأفكار التي قدمها لعلم الاجتماع:

من أهم مؤلفاته كتاب العلم والسياسة بوصفهما حرفة، وكتاب مفاهيم أساسية في علم الاجتماع، وكان فيبر من العلماء الذين اهتموا بتحليل ظاهرة الحداثة وأثرها على المجتمعات الصناعية المتقدمة، وتناول فيبر تحيل الحداثة عن طريق تنظيرات وأطروحات. وتناول فيبر مسألة الحداثة عن طريق عدة أسئلة أهمها: لماذا ظهرت الحداثة العلمية والتكنولوجية والبيروقراطية في أوروبا الغربية وأميركا الشمالية فقط؟ لماذا تطورت العقلانية بهذه المنطقة أكثر من سواها؟. (حمداوي، 2015م، ص42)

ومن أطروحات فيبر التي تضع الفرق بين المجتمعات التي تتبع الحداثة والمجتمعات التقليدية المتأخرة، وذلك من أجل التعرف على جوانب القوة والضعف في كل مجتمع لإجراء بعمليات الإصلاح التي تنعم بالحداثة والعقلانية بعيداً عن التقليد والخرافات، كما قدم ماركس فيبر عدة دراسات في علم الاجتماع الديني أهمها الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية، وقام ماكس في هذه الدراسة بمحاربة الفكر الماركسي في أساس فكرة وعقيدته، ودرس فيبر علم مقارنة أديان من المنظور الاجتماعي والاقتصادي من ناحية والمنظور الأخر كان الاتجاه الديني. (حمداوي، 2015م، ص47)

أهم الانتقادات التي وجهت له من قبل بعض علماء الاجتماع:

تم توجيه بعض الانتقادات على النظرية البيروقراطية التي قدمها ماكس فيبر كأي من النظريات الأخرى والتي لا تخلو من أشياء سلبية وخاصة حال تطبيقها، ومن تلك الانتقادا: أنها ركزت على المستوى الإداري وتم إغفال التركيز على المستوى الفني أو الإنتاجي، كما تم إهمال للجانب الإنساني في التعامل مع الموظف أو العامل، وتم تركيز سلطة اتخاذ القرارات في يد مجموعة قليلة من القادة والرؤساء في الإدارة العليا، وأن النموذج البيروقراطي لا يعترف بأثر المجتمع على التنظيم، وتعده نظاماً مغلقاً لا يتأثر بالبيئة أو يؤثر فيها. (دهام، 2008م، ص85)

شاهد أيضاً
الهوية والتنوع الثقافي

التعليقات مغلقة.