صعوبة القراءة عند الطلاب في المرحلة الابتدائية

820

ملخص خطة البحث:

في هذه المقالة سيتطرق الكاتب لمعضلة تشكل هاجساً مجتمعياً وتربوياً سواءً للأسرة أو للمجتمع المدرسي، ألا وهي صعوبة القراءة لدى طلاب المرحلة الابتدائية، وتم اختيار هذا الموضوع لأسباب موضوعية تتمثل بانتشار هذه الظاهرة بين الطلاب وذلك بالرغم من التقدم التكنولوجي الحاصل، وقد اعتمد الباحث في هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي من خلال استقصاء بيانات من تجارب وأبحاث سابقة وتم التوصل للنتائج التالية:

_ مشكلة ضعف مهارات القراءة هي أمر شائع غير طارئ.

_ نسبة كبيرة من الطلاب في المرحلة الابتدائية يعانون من شفع واحد على الأقل من أشفاع ضعف القراءة.

_ مشكلة ضعف مهارات القراءة ممكن أن تكون بسبب مرضي عضوي أو نفسي.

_ للأسرة وللكادر التربوي والمناهج التعليمية الدور الأبرز في وأد هذه المشكلة.

مقدمة

تعد اللغة هي أهم سمة من سمات المجتمعات، كما أنها المُعبّر الأساسي عن ثقافة أي قوم أو شعب، فعن طريق اللغة يمكننا نسب الناس لأهليهم وقبائلهم وحضاراتهم، ومما لا شك فيه أن خارطة اللغات في العالم يوجد عليها رقمٌ صعب لا يمكن إلا أن نقف عنده كثيراً ألا وهي اللغة العربية.

ترجع اللغة العربية في جذورها إلى اللغة السامية والتي تنسب لسام بن نوح عليه السلام، وتاريخياً سٌميت العربية بهذا الاسم كناية عن الفصاحة والتبيان، وهي من أغزر لغات الأرض مفردات وصور بيانية، فمنذ العديد من القرون كانت اللغة العربية كانت العربية ومازالت زاخرة بالقطع الفريدة من الألفاظ والصور، وتعد المعلقات التي وصلتنا من العصر الجاهلي خير دليل على ذلك.

كان قدوم الإسلام هو الحدث الفارق في مسيرة اللغة، فقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم عربياً، ونزل القرآن الكريم عليه باللغة العربية، والقرآن الكريم هو الكتاب الخالد بين الكتب، والذي خلَّد اللغة العربية وحفظها إلى يوم الدين[1].

وإذا ما أتينا اليوم لأهمية اللغة العربية، فهي لم تعد تقتصر على كونها لغة ذات جمالية لغوية وأهمية دينية، فاللغة العربية اليوم هي وعاء جامع لكثير من البلدان العربية والناطقة بالعربية، كما أنها السمة الأبرز التي توحد العرب على اختلاف أقطارهم وألوانهم كما أنّ لها أهمية تاريخية كونها كانت لغة لدولتين من أعظم الدول في التاريخ وهما الخلافة الأموية والعباسية، ويمكن أن نجمل أهمية العربية بالنقاط التالية:

  1. كانت العربية لغة أهم الدول عبر التاريخ
  2. تتمتع العربية بخصوبة وغزارة في الألفاظ مما يمكنها لتكون لغة العلوم والأدب.
  3. المتحدثين بها كُثر حول العالم وليس العرب فقط
  4. ثباتها وتجذرها فهي لم تختلف منذ خمسة عشر قرن سابق
  5. هي السفينة الحاملة لتراث الأمة العربية والضامنة لاستمرار التراث الإسلامي.

واللغة العربية مثلها كباقي اللغات، يجب أن يتمتع المتقن لها للعديد من المهارات كالقراءة والكتابة والاستماع والتحدث، ومحور بحثنا اليوم يتركز حول القراءة وأهميتها والصعوبات التي يواجهها الطلاب المتعلمين للغة العربية وخصوصاً في المرحلة الابتدائية، وللولوج لصلب موضوع بحثنا فإننا سنقوم بتعريف بعض المصطلحات كالقراءة والمرحلة الابتدائية.

القراءة

حل مشكلة صعوبة القراءة

عملية معرفية يتم من خلالها بناء معاني الكلمات، وفهم النص المكتوب كما أنها المَعرفة السابقة والتراكمية للإنسان والتي يستخدمها لتنظيم أفكاره وفهم النص الذي يقرأه.

المرحلة الابتدائية

التعليم الذي يؤمن قدراً كافياً من التعليم لجميع أبناء المجتمع دون تمييز، ويسمح لهم هذا القدر من التعليم بمتابعة الدراسة للمرحلة الإعدادية إذا رغبوا بذلك أو بدخول الحياة العملية بقدر معقول من الكفاءة التي تسمح لهم بالمساهمة في النشاطات الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع[2].

للقراءة فوائد عظيمة على المجتمع عموماً، وعلى الفرد بشكل خاص، فهي تجعل الفرد يكتسب معارف وعلوم جديدة تكون خافية عنه لولا القراءة، ومن الطبيعي أنه كلما ازدادت معرفة الانسان سيصبح أكثر قدرة على مواجهة الظروف التي يمر بها وكذلك يحاكيها محاكاة منطقية سليمة، كما أن القراءة تعطي للفرد قدرة على التحليل والنقد وذلك من خلال توظيف مهارة التفكير النقدي لديه فيصبح قادراً على جمع التفاصيل التي يطالعها ويستطيع الحكم عليها إذا كانت جيدة أم سيئة، كما أن للقراءة فوائد جسدية تتمثل في تحفيز العقل وذلك من خلال تأمين جو من العمل له باستمرار بحيث يبقى بحالة من النشاط والتركيز، كما أن القراءة تزيد الحصيلة اللغوية لدى الطلاب.

تعمل القراءة على تنمية موهبة التخيل لدى الأطفال ولها أثر نفسي مباشر من خلال تقليل التوتر لدى الأشخاص القارئين، ويضاف لذلك أيضاً أنها مصدر للترفيه والتسلية من خلال الاطلاع على كتب ومجلات مخصصة لهذا الغرض. وتعد القراءة النشاط الأهم لدى الأطفال، وخصوصاً عند تنشئتهم في بيئة تعنى بالقراءة وهنا يكون الثقل ملقى على عاتق الوالدين من حيث ترغيب أطفالهم بالقراءة سواءً عن طريق القراءة لهم والعمل على تعليمهم، فالقراءة بهذا العمر ستعمل على صقل مواهبهم وإكسابهم خبرات كثيرة سواءً عن أنفسهم أو عن المجتمع المحيط[3].

وتعد المرحلة الابتدائية هي المرحلة الأهم في رحلة تعلم القراءة، فهي مرحلة البداية والتي يكون فيها الأساس لعملية العلم والتعلم، فالقراءة في هذه المرحلة تمكن الطالب من معرفة شكل الحروف وكذلك نطقها السليم وتهجئتها عندما تكون على شكل كلمة ضمن سياق، والوصول لنمط القراءة السليمة، كما تعمل على تكوين الطالب فكرياً و مهارياً وعلمياً، كما أن القراءة في المرحلة الابتدائية تعزز الانتماء المجتمعي وكذلك تساهم القراءة في بناء التكوين العاطفي للطفل وتنمي شعوره من ناحية معرفته بحقوقه وواجباته ولا تقتصر فائدة القراءة على المعلومات والتحصيل العلمي بل تتعداها لتحقق التوافق الاجتماعي والانفعالي لدى الطالب[4].

ولأن القراءة هي الحلقة الأهم في رحلة الإنسان للتعلم، فقد وَجب علينا تسليط الضوء على الصعوبات التي يعانيها الإنسان في رحلة إتقانه للقراءة، ولأن المرحلة الابتدائية هي المرحلة الأهم رحلة التعلم هذه، سنعمل في هذا البحث على محاولة استقراء مشكلة تعلم القراءة لدى طلاب الابتدائية، والكشف المبكر عنها لمحاولة تداركها والوصول للحلول الناجعة لها.

الإحساس بمشكلة صعوبة القراءة لدى طلاب المرحلة الابتدائية

تعد الصعوبات في  القراءة  لدى طلاب المرحلة الابتدائية هي أكثر الصعوبات شيوعاً وذلك مقارنة بالمهارات الأخرى كالكتابة والحساب، ولأن معالجة المشكلة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بسرعة الكشف عنها، فذلك يحتم على المُلمين في المدرسة وعلى أولياء الأمور في المنزل الانتباه لهذه المشكلة في حال تواجدها، وسنورد هنا أهم المظاهر والسلوكيات التي تكون موجودة لدى الطلاب الذين يعانون من هذه المشكلة، ويمكن أن نلخصها كالتالي:

صعوبة القراءة

  1. عدم معرفة الطالب لأسماء بعض الحروف
  2. ينطق الحرف باسمه وليس بلفظه
  3. عدم المقدرة على نطق حروف بعينها
  4. الخلط بلفظ الحروف المتشابهة رسماً ك (د/ ذ) أو (س/ ش)
  5. حذف بعض الحروف من الكلمة
  6. قَلب نطق بعض الكلمات مع إعطاء نفس المعنى وذلك لصعوبة لفظ الكلمة (قلب كلمة فواكه إلى فاكهة)
  7. عدم مراعاة تسلسل الحروف في الكلمات أثناء النطق
  8. تخطي بعض الكلمات في الجملة، مع عدم محاولة تهجئة بعض الكلمات ذات المقاطع الصوتية المتعددة

الأسباب التي تؤدي لحدوث صعوبة القراءة لدى طلاب المرحلة الابتدائية

يمكن أن نعزو أسباب صعوبة القراءة لدى طلاب المرحلة الابتدائية لثلاثة أسباب وهي، أسباب صحية وأسباب اجتماعية وأسباب تربوية.

أولاً: أسباب جسدية

كأن يكون الطالب يشكو من اضطرابات في الحواس وأكثرها شيوعاً الإضرابات البصرية، فعملية القراءة تحتاج لبصر قادر على إدراك الحروف لأن القراءة في النهاية عملية حسية فهي تحدث بداية عن طريق العين وأي قصور في البصر يؤدي لصعوبة في عملية القراءة[5]، ومن المشكلات الصحية الشائعة أيضاً هي الضعف في السمع وهو ما يؤدي بالضرورة للضعف في القراءة وذلك لعدم قدرة الطالب على تلقي اللفظ الصحيح من المعلمين.

كذلك توجد بعض العيوب التي تتمثل بمشاكل النطق والكلام والتي ترجع أحياناً لإشكاليات وراثية أو عيوب خُلقية، وذلك بالضرورة سيؤثر على نطق الطالب ويُضعف مخارج الحروف لديه، وممكن أن يتسبب له لحرج بين أقرانه، فينكفئ عن القراءة.

ثانياً: أسباب اجتماعية

 بما أن الأسرة هي النواة الأولى في تشكيل حياة الطفل وهي التي تحدد سلوكه لنهاية حياته، فإن العيش في جو اجتماعي غير سليم سيتسبب في مشكلة لدى الطالب في كافة مناحي الحياة ومنها التحصيل العلمي بشكل عام وفي القراءة بشكل خاص، ويتمثل الجو الاجتماعي غير السليم بوجود مشاكل في الأسرة وخصوصاً المشاجرات بين الوالدين، أو عدم وجود وقت فراغ لهم للاهتمام بأطفالهم والتدني في المستوى الاقتصادي والتعليمي لدى الوالدين[6].

ثالثاً: أسباب تربوية

تعد العملية التربوية بما تحتويه من كادر بشري ومنهج تدريسي هي العمود الفقري في العملية التعليمية كاملة وما تحتويه من مهارات كالقراءة والكتابة والحساب، فإذا وجد هناك خلل في العملية التربوية فإن ذلك سيؤدي بالضرورة لخلل يصيب مهارات الطالب.

وإذا ما أتينا لدور المعلم في العملية التربوية والتعليمية فإن له أثر كبير وممتد لدى الطلاب سواء كان نفسياً أو تعليمياً وعليه فإن وجود مشكلة لدى المعلم سواء كانت خُلقية (كسلامة النطق مثلاً) أو عدم مواكبته لوسائل التعليم الحديثة والمتطورة (كدروس الفنون البصرية مثلاً) سينعكس سلباً على مستوى طلابه في التحصيل العلمي عموماً والقراءة خصوصاً.

أما المناهج التربوية فيجب ان تكون متلائمة مع أعمار الطلاب وتراعي التدرج في الذكاء والاستيعاب، ويجب العمل على تحديثها بشكل مستمر.

واعتماداً على المذكور أعلاه فإننا نستنبط أهمية القراءة واكتساب مهاراتها لدى طلاب الابتدائية، والسؤال الواجب طرحه هنا كالتالي:

ما هي النتائج المترتبة على انتشار ظاهرة صعوبة القراءة لدى طلاب المرحلة الابتدائية؟

إن التأخر في الحصول على المهارات القرائية بشكل كلي أو جزئي سوف يؤدي بالضرورة لتأخر تحصيله العلمي، فالقراءة هي المفتاح الذي يستطيع الطالب من خلاله فهم ودراسة المواد العلمية جميعا، ولن يتأهل الطالب لدخول المراحل التعليمية اللاحقة كالإعدادية، وفي زمننا وعصرنا الحاضر أصبحت القراءة مهارة لا يمكن التخلي عنها أبداً ودورها لا يقتصر داخل المدرسة فقط، فعن طريق القراءة تنغرس في الطالب القيم الاجتماعية وتتكون من خلالها ميوله كما أنها واسطة لتقويم حالته النفسية[7].

الأدلة على وجود مشكلة في القراءة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية

إن الأدلة المرتبطة بوجود مشكلة لدى الطلاب في مهارات القراءة كثيرة، ففي دراسة (لوايدر هولت) والتي أجريت على عينة من طلاب المرحلة الابتدائية في المملكة المتحدة يدرسون في عدة مدارس، وجد أن هناك أكثر من 11% من الطلاب لديهم مشكلة واحدة على الأقل من مشكلات القراءة تنوعت بين: صعوبة التعرف على الحروف والإيقاع الجمعي للأصوات والتهجئة.

وقد أجريت دراسات عديدة على طلاب المرحلة الابتدائية، وتباينت النسب من دولة لأخرى، ففي دراسة أجريت في مصر عام (1996) على نحو 290 طالب في الصف الرابع، تبين أن 9% منهم يعانون من أخطاء في القراءة، وحسب دراسة أجريت في الأردن عام (1987) على العديد من المدارس الابتدائية تبين أن 21% من الطلاب يعانون شكل من أشكال ضعف القراءة، أما في الكويت فقد بلغت نسبة الطلاب الذين يعانون من مشكلة في القراءة 7% حسب دراسة أجريت عام (2009).

أسئلة حول مشكلة صعوبة القراءة

  1. كيف يمكن الكشف المبكر عن صعوبة القراءة لدى الطلاب في الابتدائية؟

  2. ما هو دور الأسرة في الكشف باكراً عن مشاكل تعلم القراءة؟

  3. ماهي البرامج التي يمكن من خلالها تلافي مشاكل تعلم القراءة لدى طلاب المرحلة الابتدائية؟

  4. ماهي البدائل التربوية لذوي الطلاب الذين يعانون من صعوبة القراءة؟

 

وفي معرض دراستنا لهذا البحث طرحنا العديد من التساؤلات وسنجيب عنها تراتباً وتباعا:

ففي سؤالنا الأول: كيف يمكن الكشف المبكر عن صعوبات تعلم القراءة؟

إنَّ المعلمين هم الجهة الأكثر فاعلية في الوصول للكشف المبكر لصعوبات تعلم القراءة أو غيرها من المهارات لدى الطلاب، وعليه يمكن التنبه لهذا الموضوع والتشديد عليه بشكل دائم وخصوصاً أن هناك حالات وسلوكيات يمكن أن تُنذر المعلم عم حالة الطالب، وكذلك يجب إخضاع العاملين في السلك التربوي لدورات تدريبية تُعنى بهذا الموضوع وتكون تشاركية ما بين السلك التعليمي والسلك الصحي.

وفي سؤالنا الثاني: ما هو دور الأسرة في الكشف باكراً عن مشاكل تعلم القراءة؟

لكون الأسرة هي الحاضنة الأولى للطفل، وهي الأقرب إليه نفسياً ومن هنا يجب على الوالدين أن يكونوا على تماس مباشر مع الطفل وخصوصاً من ناحية فروضه وواجباته الدراسية المنزلية، والانتباه بشكل مفصل على المهارات الأساسية التي يجب أن تكون بالحد الأدنى المخصص لفئته العمرية، وكذلك التواصل مع المعلمين المشرفين وإدارة المدرسة بشكل دوري والاطلاع على الملاحظات الواردة، كما يجب على الوالدين العمل على خلق اجتماعي مناسب للأبناء ليعيشوا حياة نفسية سليمة كتجنب المشاحنات والانفصال أو الانشغال المستمر عن الأبناء.

وفي سؤالنا الثالث: ماهي البرامج التي يمكن من خلالها تلافي وحل مشاكل تعلم القراءة لدى طلاب المرحلة الابتدائية؟

يمكن للسلك التربوي والمتمثل بالمعلم خصوصاً والهيئات التدريسية والإدارية عموماً أن يعملوا على وضع خطط وبرامج تعليمية يمكن من خلالها تلافي حدوث مشكلة في المهارات الأساسية للقراءة و الكتابة  وبالتالي عدم الوقوع في معضلة صعوبة القراءة لدى الكثير من الطلاب، كما يجب أن يتم إشراك وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التعليم في رفد الكوادر بأخصائيين نفسيين تكون مهمتهم مع المعلمين وضع خطط وحقائب تدريبية للوصول لحالة من تلافي إشكاليات التأخر في التعلم سواء كانت المشكلة ذات منشأ نفسي أو جسدي أو اجتماعي.

وفي سؤالنا الرابع: ماهي البدائل التربوية لذوي الطلاب الذين يعانون من صعوبة القراءة؟

تشكيل نظام تربوي يحتوي على حقائب تعليمية مخصصة للطلاب الذين يعانون من صعوبات في القراءة والمهارات الأخرى، وتكون هذه الحقائب مصممة لتأهيل الطالب وتعليمه ضمن مجموعات أقل عدداً من الصفوف النظامية في المدارس وتكون متلائمة مع احتياجات الطالب وخصائصه، ويتم العمل من خلالها على تهيئة الطالب بشكل أفضل ليستطيع اللحاق بأقرانه بعد نهاية فترته التعليمية، ويشرف على هذه البرامج مدرسين متخصصين يكونوا قد خضعوا لدورات تدريبية معينة ليستطيعوا التعامل مع هذا النمط من الطلاب.

دراسات سابقة حول صعوبة القراءة

حسب دراسة[8] (عكرمة ، ٢٠١٦ ) فهو يرى ضرورة  الاهتمام الكبير بهذه الفئة العمرية من التلاميذ خصوصا في هذه المرحلة ، ومتابعتها نفسيا وتربويا ، لاعتبارها المرحلة الأساسية في اكتساب المهارات الأساسية للعمليات المعرفية في القراءة و  الكتابة والحساب ، فهذه العمليات الأساسية إن لم نعطيها قدرها في تنميتها لدى تلاميذ السنة الثالثة ابتدائي والرابعة ، حتما قد تؤثر على تعلمه اللاحق ككل والاستعانة بدراسة المقارنة لصعوبات تعلم الكتابة والى علاج مثل هذه الصعوبات النمائية والأكاديمية، و التخفيف من حدتها والتحكم في عدم ظهورها ، حتى نضمن عملية تعليمية تعلمية افضل لرؤية مستقبلية في التعليم.

وحسب دراسة[9] (علام، ٢٠١٦) فقد وضعت عدد من التوصيات لعلاج المشكلة وهي:

1_ الاهتمام بالتصور المقترح الذي قدمه البحث، لمساعدة التلاميذ ذوي العسر الكتابي لمواكبة أقرانهم.

2- تضمين دليل المعلم في اللغة العربية لتلاميذ الصف الثاني الابتدائي بعض الاستراتيجيات التدريسية التي يمكن أن يستخدمها المعلم مع ذوي العسر الكتابي، وخاصة مدخل الحواس المتعددة.

3- عقد دورات تدريبية لمعلمي اللغة العربية بالمرحلة الابتدائية، لتبصيرهم بوسائل تشخيص

التلاميذ ذوي العسر الكتابي، والاستراتيجيات المقترحة لعلاجهم.

4- مراعاة تصنيف التلاميذ عند توزيعهم في مجموعات التقوية التي تقوم إلى مجموعات، كل مجموعة تنتمي إلى خصائص عامة مشتركة، ليسهل علاج كل مجموعة، وإلغاء فكرة التدريس الجمعي.

وحسب دراسة[10] (الهواري، ٢٠٠٦) فهو يرى أن قضية صعوبات التعلم بصفة عامة وصعوبات تعلم الكتابة بصفة خاصة قد شغلت حيزا ً من الفكـر لدى العديد من المتخصصين في مجالات مختلفة، مثل: علـم الـنفس، الـصحة النفـسية، ومصممي المناهج والبرامج، ومتخصصي طرائق التدريس، وهذا بدوره يشير إلى أن قضية صعوبات تعلم الكتابة قصية متشعبة الجوانب ومترامية الأطراف، وهذا ما بدا واضـحا ً فـي التعريفات المتعددة لها، وفي الأساليب التي تناولت تشخيصها وعلاجها.

ويرى أن متخصصون في علم النفس يطلعون بدور مهم وأساسي في دراسة هذه القضية؛ حيـث تـشغلهم الجوانب النمائية لهذه الصعوبات، كقضايا الإدراك والانتباه والذاكرة والتفكير، كما تـشغلهم بناء الاستراتيجيات والبرامج، التي من شأنها أن تعالج المـشكلات النمائيـة والأكاديميـة، المؤدية لصعوبات تعلم الكتابة.

صعوبة القراءة

ويرى أن قضية تشخيص صعوبات الكتابة من الضروريات الملحة في مدارسـنا اليـوم، حيـث تتفشى هذه الظاهرة في عدد كبير من المدارس بمراحلها المختلفة، وهذا بدوره يلقـي عبئـا ً آخر على المتخصصين في هذا المجال، حيث يجب أن يفكروا في بـرامج وأدوات لتـدريب الأخصائيين والمعلمين في المدارس، كتشخيص هذه الظاهرة، والوقـوف علـي العوامـل المؤثرة، فيها وتبني الاستراتيجيات المناسبة لعلاجها، أو علاج الأسباب المؤدية إليها.

نتائج حول صعوبة القراءة عند الاطفال

1_ صعوبات تعلم مهارات القراءة هي أمر شائع وليس استثناء.

2_ صعوبات تعلم القراءة ممكن أن تكون مشكلة ذات منشأ تعليمي ومنها نفسي.

3_ الكشف المبكر عن المشكلة يساعد على حلها بشكل أسرع.

4_ الأسرة التربوية تتحمل العبء الأكبر في اكتشاف هذه المعضلة.

5_ حل الإشكالية يجب أن يتخذ منحيين الأول علاجي نفسي والثاني منهجي تربوي.

توصيات حول حل مشكلة صعوبة القراءة

_ تصميم مبادرة للكشف المبكر عن الطلاب الذين يعانون من  صعوبة القراءة في المدارس لما له من أثر كبير على علاج الحالات.

_ توعية وتثقيف الأهل كشريك أساسي يقوم عليه نجاح المبادرة.

_ تدريب وتثقيف المعلمين على الدور المناط بهم في الكشف المبكر لمشكلة صعوبة القراءة وتشخيصها وعلاجها.

_ الاهتمام بالتوجيه والإرشاد النفسي للطلاب ذوي صعوبات التعلم وأسرهم.

_ تصميم خطط علاجية مرنة حسب حالة الطفل وتدريب كافة المشاركين في تنفيذها

_ المتابعة المستمرة للخطط وتقييمها وقياس الأثر كخطوة هامة في الحد من المشكلة.

التعليقات مغلقة.