الخلايا الجذعية Stem cell؛ 4 أنواع أساسية
الخلايا الجذعية Stem cell لماذا يبدي العالم اهتماماً متزايداً بها؟، أو خلايا المنشأ البشرية Human Stem Cell؟
على مدى سنوات امتدت من أواخر القرن العشرين إلى بدايات القرن الواحد والعشرين كانت وسائل الإعلام المحلية والعالمية وكذلك المجلات العلمية تتناقل أخبار ومستجدات هذه الخلايا والتطورات التي تطرأ عليها، فما قصتها؟
الخلايا الجذعية أو ال Stem cells هي خلايا من نوع خاص تتفرد بخاصية التكاثر والتحول من خلايا غير متخصصة إلى خلايا محددة الوظيفة حيث يكون ذلك استجابة لإشارات خارجية معينة. مصادرها ليست كثيرة وهي تعتمد على نوع الخلايا الجذعية ومكانها، فلكل نوع مصدره. تتميز الخلايا الجذعية بقدرتها على أداء وظيفتين أساسيتين معاً، فالأولى أنها تجدد نفسها باستمرار، أما الثانية فهي إنتاج خلايا متمايزة متخصصة.
ما أصل الخلايا الجذعية Stem cell ومنشأها؟
منذ أمد بعيد يحاول العلماء فهم كيفية تطور البيضة الملحقة (Zygote) وهي عبارة عن خلية واحدة، لتتكاثر وتتخصص في أكثر من ٢٠٠ نوع من الخلايا التي تشكل الأنسجة. في سنة ١٩٨١، تم الحصول على خلايا المنشأ ولأول مرة، وكانت من جنين الفأر البالغ من عمره يومين، حيث يتكون جسمه حينها من عشرات الخلايا المتشابهة في ما يسمى بمرحلة ال Blastocyst، حيث تبين فيما بعد نتيجة للأبحاث على الحيوانات أن الخلايا في هذه الكتلة (Blastocyst) يمكن زراعتها في المختبر – بعد عزلها – بشكل مستمر، وتظل محافظة على صفات خلايا المنشأ. أضف إلى ذلك أن هذه الخلايا المزروعة في المختبر إذا ما أُعيدت إلى الجنين في مراحله الأولى فإنها ستنقسم لتعطي معظم خلاياه.
الحيوانات عبر الجينية Transgeneic Animals
مكنت التجارب التي أُجريت على الحيوانات الباحثون من القيام بتطبيقات تدرس دور الجينات في الحصول على ما يسمى الحيوانات عبر الجينية أو Transgeneic Animals، فباستخدام التعديل الوراثي تم الحصول على مئات الحيوانات وخاصة الفئران، وذلك بإضافة مورثة معينة إلى ال Zygote أو البويضة الملقحة لتندمج في الجينوم ويتم توارثها، الأمر الذي سيتيح إمكانية دراسة تأثيراتها على الجنين فيما بعد.
ما الصفات التي لابد من توافرها في الخلية حتى تُعدّ من الخلايا الجذعية؟
بينت التجارب أنها لابد وأن تتميز بصفات منها وأهمها:
_ القدرة تجديد نفسها.
_ القدرة على أن تكون نوع آخر من الخلايا إذا ما طلب ذلك منها.
أنواع الخلايا الجذعية:
تنقسم إلى أنواع أساسية يتفرع عنها أنواع فرعية أخرى:
_النوع الأول Totipotent Embryonic Stem Cells
هي مجموعة الخلايا المتكونة بعد فترة قصيرة جداً من تلقيح البويضة، وتقدر هذه المدة بسويعات، تبدأ انقسامات البويضة الملقحة حتى يتكون الجنين في أطواره الأولى، يكون حينها عبارة عن عشرات الخلايا في مرحلة تسبق ال Blastocyst. تسمى هذه الخلايا بخلايا البداءة كاملة القدرات، وتتميز كل خلية من هذه الخلايا بقدرتها على إنتاج جنين متكامل. (انظر التوائم الحقيقة _ اكتشافات مهمة في حقل الخلايا الجذعية)
_ النوع الثاني Pluripotent Stem Cells
بخلاف خلايا البداءة الأصل كاملة القدرات فإن خلايا البداءة متعددة القدرات (Pluripotent Stem Cells) غير قادرة على إنتاج جنين كامل عند زرعها لكنها تعطي معظم أنواع الخلايا التي يتكون منها، مع استثناء ما يحيط بالجنين (Amnion) إضافة إلى المشيمة. الأبحاث في هذا الحقل وبالذات على هذا النوع من الخلايا تخبرنا بخطوات واعدة في رحلة معالجة مرض السكري وربما القضاء عليه، حيث يوجد أمل بتحويل هذه الخلايا إلى خلايا قادرة على إفراز الأنسولين، ومن ثم حقنها في بنكرياس المرضى.
_النوع الثالث Fetal Stem Cells
خلايا مستخرجة من أنسجة الأجنة البالغة من عمرها ٤-١٠ أسابيع، تُؤخذ هذه الخلايا من الأجنة المُجهضة. طريقة الحصول على هذه الخلايا صعبة مقارنة بطريقة العزل السابقة، حيث كانت تُعزل من خلايا ال Blastocyst.
تتشابه خلايا النوع الثالث مع النوع الثاني في جانب وتختلف في آخر، حيث يقول المختبر الذي حصل عليها أنها لا تختلف في شيء عن خلايا البداءة الأصل متعددة القدرات Pluripotent Stem Cells، وأنها مثلها لا يمكن أن تتحول إلى جنين كامل لكنها تشكل أنواع مختلفة من الأنسجة، أو معظم أنواع الأنسجة عدا السائل الأمنيوسي amniotic fluid والمشيمة placenta. أما ما تختلف به فهو طريقة الحصول عليها أو استخرجها وعزلها.
_ النوع الرابع Adult Stem Cells
أو خلايا المنشأ النسيجي، توجد في أنسجة الكائن البالغ، أو في معظمها، تتكاثر باستمرار وتعوض وتجدد ما يتم فقده في الأنسجة، لكنها قد تتوقف في مرحلة الشيخوخة عم أداء وظيفتها.
إن فهم ميكانزم عملها وأسباب عملها وتوقفها سيشكل ثورة حقيقة في مجال الطب، ولهذا فكثير من الأبحاث اتجهت لمحاولة السيطرة عليها، أو السيطرة على موتها المبكر وإطالة مدة حياتها.
مستقبل الخلايا الجذعية
الحصول على الخلايا الجذعية من الجنين وزراعتها في المختبر جعل الأمر أكثر حساسية، خاصة وأن تلك الخلايا زُرعت لفترات طويلة مع المحافظة على صفاتها الأصلية كخلايا منشأ، إذ يمكن أن تتكاثر في أنابيب الاختبار دون أن تتغير أي من خصائصها. تطلب الأمر عشرون عاماً من التجارب على الحيوان حتى بدأ الحصول على الخلايا الجذعية البشرية، وهي مدة ليست قصيرة لكنها طبيعية في الاكتشافات الحساسة المتنقلة من الحيوان إلى الإنسان.
يعود سبب الاهتمام العالمي بالخلايا الجذعية إلى عدة أسباب، منها توقع العلماء استخدامها لتعويض الخلايا المفقودة من الإنسان في مراحل متأخرة من حياته، لأن خسارة هذه الخلايا سبب في كثير من الأمراض، كالسكري، وأمراض القلب سواء التي تنتج عن فقد خلايا من عضلة القلب ذاتها، أو تلك الناتجة عن فقد خلايا في الدماغ.
وقد بلغ ذلك الاهتمام أوجه عندما اكتشف العلماء وللمرة الأولى وجود خلايا منشأ خاصة بكل عضو في جسم الإنسان؛ تعوض النقص الذي يطرأ عليها بسبب فقدها للخلايا، فهي موجودة في الدم، في الجلد، في البنكرياس وفي الكبد، وربما يعرف ذلك الأطباء الجراحون أكثر من غيرهم، فهم يشاهدون قدرة الأعضاء على التجدد والتعويض نتيجة للاستئصال.
التعليقات مغلقة.